السفير هرب!


نهاية جمعة تصحيح مسار الثورة في مصر كانت ناجحة بشكل مثير.. فالسفارة الإسرائيلية التي خدمها حسني مبارك سنوات، تمكن أشبال التغيير من اقتحامها وترويع "الحثالة" التي كانت تختبئ بها.. السفير النتن هرب إلى تل أبيب، والشباب الشرفاء سجلوا السبق بإنجازهم..
"نتانياهو" اعتبر الحدث أمرا خطيرا.. أما "أوباما" فقد أعلن قلقه على حفنة الصهاينة التي تنجس أرض الكنانة مصر.. والنظام هناك أعلن الطوارئ.. وهو في رعشة خوفه لا يفقه أن الشعب يريد رحيل السفير.. عشاق مصر يخشون على استقرار بلدهم ويتناسون أن الأمن بأرضهم لن يكون إلا إذا تطهّر التراب من رائحة قتلة الأنبياء والأبرياء..
المصريون "الرسميون" يداهنون الغرب باحترام معاهدة "كامب ديفد".. ويؤكدون سير الخلف على ما اقترفه السلف.. لكنني أرى أن ما ينتهجه وارثوا حكم مبارك قد بلِيَ وتآكل في ظل حمّى الثورات العربية ونارها التي أتت على رؤساء الفساد وتبعية المذلة والخوف من إسرائيل..
مسخرة "كامب ديفد" لم تعبّر يوما على رأي الشعب المصري.. وإنما هي نزوة من نزوات "السادات" التي رهنت عظمة مصر في مراحيض الأمم المتحدة.. فانتهت بذلك كل أفكار التحرير والمقاومة، وحل محلها التطبيع والعمالة..  
وإن كانت الظروف الدولية تفرض ضرورات ملحة لتحاشي المواجهة، فلا يعني ذلك الطأطأة.. وعلى من ينوي تولي السلطة مستقبلا في مصر أن يراعي حقيقة الصراع الملازم لتواجد المسلمين والصهاينة..  فلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ.. ما يعني استحالة التعايش السلمي مع قتلة الأطفال والنساء..
الرؤية ليس دينية متقوقعة، وإنما واقعية يصدّقها عدوان الصهاينة على الفلسطينيين واللبنانيين.. ومكائدهم ضد كل الدول الإسلامية رغم عمالة زعمائها..
إذن الوقت حان لتوجيه بوصلة الثورات العربية اتجاه العدو الأكبر والورم الذي يوهن أمتنا.. الكيان الصهيوني.. وما على رجال المقاومة إلا الاتحاد وتوحيد الكلمة والنهج والغاية في سبيل تحرير مقدساتنا بالكامل.
بقلم / معمر عيساني     

تعليقات

الأكثر قراءة