أنا جزائري.. أنا متظاهر!


الكل يتظاهرون، وفي الإضراب يمعنون، أطباء وجامعيون، قضاة وصحفيون، أساتذة وموظفي إدارة وحتى خبازون، كلهم في الجزائر يضربون ويتظاهرون..
بعد ثورة "الجوع والغلاء" مطلع 2011م في الجزائر، أصبحت المظاهرات والاعتصامات والإضرابات سمة الشارع الأولى، ومادة الجرائد ونشرات الأخبار، فحالة الاحتقان السياسي التي تعيشها البلاد، وحبل مشنقة الاقتصاد حرك الطبقة الكادحة لتصرخ وتطالب بتحسين الحال المعيشي لها، ما جعل المجتمع أمام تحديات كبيرة تجعل مجالات هامة كالصحة والتعليم والقضاء على طاولة المقامرة شبه الخاسرة..
النظام غير محدد في مواقفه، فجانب منه يعد بالإصلاح ويوشك على المبادرة، وجانب آخر منه يتجاهل الوضع تماما بل يرى عدم وجود أزمة أصلا! هذا التباين وإن أظهر الحالة الحرجة للنظام في الجزائر، فإنه يُنبِئُ بقرب "الواقعة" فالضغط سيولد الانفجار، وتراكم الأزمات دون حلها يوصلها إلى درجة العفن..
السلطة باختلاف أقطابها تسعى لتوجيه الرأي العام عكس تيار الثورة التي تُخيف من لازال يرضع البترول وهو في حوله الخمسين وأزيد منه، ولا أرى فيها أمنا حتى لمن حُرم الرضاعة أصلا من باقي الفئات الهشة لما قد تؤول إليه الأوضاع إذا ما اندلعت هذه الثورة مقارنة بالتجربة الليبية..
إذن لابد من البدء في حلول عاجلة لفك أزمة الركون التي شلت مختلف القطاعات الهامة في البلاد، والحل لن يكون بغير مواجهة الأزمة والاستماع للآخر ومحاورته وتفهم مطالبه وتلبيتها إلى أقصى حد ممكن لأنها في النهاية ستصب في صالح المواطن الجزائري البسيط..
بقلم / معمر عيساني

تعليقات

الأكثر قراءة