مرحبا بالأنفلونزا...!


أصبحت الأنفلونزا "ماركة" الأزمة الاقتصادية بجدارة.. فبعد كل ذلك اللغط الذي شاب رؤوس عباد المال انتهوا إلى فكرة جهنمية للبعث من جديد، توازي بين استمرار النسل البشري وزواله.. إنها أنفلونزا الخنازير.. تحت شعار "ادفع لتعيش!!"
أذناب الإشاعات ساقوا قطعان المواطنين إلى حقول الخوف والرهبة من المصافحة والتقبيل ومشتقاتها.. والناس ضاعوا بين مرض جديد يتفشى كالشبح، ولقاح لا يشفي منه إلا بمرض ثانٍ!! فالعلماء "الأتقياء" من الغرب أكدوا أن لقاح "الخنازير" يسبب انعكاسات خطيرة في الأمد البعيد.. في المقابل خفف "تجار الطب" من هول التصريحات، بحجة أن الآثار الجانبية جد بسيطة، وهي خير من الموت بالأنفلونزا!!
وصار الناس لا يمشون إلا بالصابون والمنشفات.. وقريبا "حفّاظات بامبرز"!! لا أدري ما سبب حالة الطوارئ المعلنة، والوباء ليس إلا صناعة "مِخبرية" ينقلها بعض فئران التجارب البشرية عبر الحدود..
أنا لا أتجاهل ضرورة الوقاية من المرض.. ولكن علينا الوقوف على بعض الحقائق البسيطة... أولا ظهور المرض لم يكن إلا في المكسيك! طبعا قد نحتمل علاقة حميمية بين المواطن المكسيكي والخنزير.. ولكنها علاقة موجودة في كثير من أزِقّة أوربا وشقيقاتها، إذن ما السر في هذا البلد بالضبط؟؟... لا بأس فالعالم اليوم قرية واحدة.. والمواصلات ربطت الدنيا، مشارقها بمغاربها.. والمسافرون عبر حركتهم الدائبة وسيلة سهلة لانتقال فيروس " أتش 1 أن 1 " المسبب للوباء.. ولكن ليست "مدام الأنفلونزا" هي الوحيدة التي تهوى "موضة" العدوى!!! وإلا فكيف بالإيدز وعائلته؟ لا بأس مجددا فانتقال المرضين مختلف تماما...

ولكن.. أظن أنني اقتربت من الحل... أجل إنه سهم جديد للرأسمالية.. فإرغام الحكومات على شراء مصل غير مكتمل التجريب بمبالغ مالية ضخمة من كل القارات، صفقة تَذهَب بالكثيرين إلى عالم الثراء.. ثم ألا يحِق لنا التعجب من سرعة إيجاد علاج "سحري" للمرض وهو لازال في بداية حياته "الوظيفية"؟؟ بل ما الدافع إلى هذا الاندفاع و"المراهقة" الطبية في تجريب دواء جديد مباشرة على البشر حتى قبل التأكد من نجاعته..؟ وإذا أردنا التقوقع على أنفسنا.. أليست هذه الواقعة حلقة جديدة في مسلسل "المؤامرة" على المسلمين.. خاصة وأن اللقاح ينقص من الخصوبة... بمعنى إنهاء مبكر للجنس "المسلم" إذا لم نقل الجنس البشري؟؟؟ كما أنه "البوق" الكبير الذي نفخ فيه العلمانيون للتحذير من موسم الحج الأخير بحجة اعتباره بيئة حيوية لانتقال عدوى الأنفلونزا!!!
عذرا إذا ما حلّقت عاليا دون موضوعية في الخطاب... ولكن لسان الحال يَهضم كل ما في الشارع من ثرثرات قابلة وغير قابلة للاستهلاك... عموما نحن في الجزائر وسائر دول العالم العربي "الموقر" تفاعلنا مع فيديو كليب "أنفلونزا الخنازير" وأصبحت الصحف والإذاعات تطالعنا بأخبار ينتقض الوضوء منها... فمن توزيع أقنعة واقية منتهية الصلاحية، إلى تشخيص مخالف تماما للحالات المرضية المشكوك في إصابتها.. إلى تأخر في التكفل بالحالات المكتشفة.. إلى تلاعب "مافيا" المستشفيات بالمبالغ المخصصة لمراكز المراقبة الصحية وتحويلها إلى حساباتهم الخاصة... وغيرها الكثير مما يضحك لحد القهقهة!!
لا بد من التعقل في التعامل مع أنفلونزا الخنازير.. فالقرارات الارتجالية لن تحل أية مشكلة وإنما ستعقد الأمر أكثر فأكثر... وإلا فما العمل مع أنفلونزا الماعز الجديدة؟؟؟ أكيد أنني بالغت في طرح الأسئلة في هذا المقال.. ولكنني بصراحة أصبحت مُشكّكا في كل ما يَصِلُني من أخبار بخصوص هذا المرض.. لأَصِلَ في النهاية إلى فكرة مَفَادها... ضرورة التحضير لاستقبال مدام الأنفلونزا!!!
بقلم / معمر عيساني

تعليقات

الأكثر قراءة