من "معرض الكتاب" إلى "الإيضاح في مسائل النكاح"..؟



كنت ذات صباح على شاطئ البحر في إحدى الولايات الجزائرية... واتخذت لنفسي مكانا بعيدا عن "العامّة".. فرحت أتمشّى ناحية منحدرات صخرية محاذية للمكان.. الجولة كانت مريحة للغاية.. خاصة وأن العزلة تلُف المشهد.. وفي هذه اللحظة خُرِق هذا الهدوء بدردشة شديدة القرب مني سرعان ما ظهر مصدرها.. فكانا اثنين.. شاب وفتاة.. في أجواء حميمية، وفي مكان مثل هذا؟
كانت الفتاة ترتدي حجابا ساترا لجسدها.. بل يكاد يكون جلبابا لسواده والتفافه.. أما الشاب فيا عيني عليه؟؟؟ الذي أثار اهتمامي لم يكن المسلسل الغرامي الذي يبث أمامي، فمثل هذه الرومانسيات كثيرة الانتشار في شوارعنا وفي غير شوارعنا.. ولكن اللافت في الموضوع، هو أني أعرف هذه الفتاة "المراهقة".. فقد رأيتها قبل أشهر في معرض للكتب الدينية والأدبية في شهر رمضان.. وبدت لي حينها في منتهى الطهر والنقاء ـ والأكيد أن مناخ المعرض مَوَّهَ الحقيقة ساعتها كثيرا ـ .
وأظن أن مطالعتها للكتب المتنوعة ومن ضمنها كتب فقه النساء.. جعلتها تندفع لتطبيق أحد تلك المُجلدات.. ولا ريب في أن الوضعية المتلبسة بها هي إحدى تداعيات فصول وأبواب "الإيضاح في مسائل النكاح"؟
هه... إنه مجرد ظن لا غير.. ولكن الأكيد, كيد النساء.. ـ صويحبات يوسف الصديق ـ .. وإن كان، فلا بد من إلقاء نظرة على الموقف.. أولا يؤسفنا أن يقدم لنا الكتب نوع من هذه الفتيات المائعات، فكيف أصبحت تفاسير القرآن الكريم.. ومجلدات رجال "علوم العربية" تمر على أيدٍ مثل هذه؟؟... ثم ما مقياس التوظيف في المعارض؟؟؟ وحتى أكون واقعيا، أقصد المعارض "الرسمية" يعني التي يحضرها مدمنو الثقافة.. وليس إدمان شيء آخر!!! ـ وطبعا لابد من مقاييس "حسّية" للمعارض الأخرى.. تعرفونها بالتأكيد!! ـ ... لنعد إلى معارض الكتب.. أين قيمة العلم وسط بيئة ترويجية ـ واعذروني ـ "للجنس"؟؟ ثم ندّعي محاربة الأمية بجيش من "المومسات"؟؟ صدقوني أصبحت كافرا بما يسمى "نهضة" في كوكب العرب!! النهضة الوحيدة التي أودها.. نهضتنا من فراش الزوجية!!! ثم نثرثر بعدها كما نشاء في ترف الأفكار...
أخيرا ـ وللأسف ـ يتأكد لنا من جديد أن معظم الموظفات في المعارض والتسويق.. هن من ذوي "الاحتياجات الخاصة"!.. وأكرر.. أنا لست مِمَّن يُعمِّم، ولكن الأغلبية صوتت بهذا.. وأنتم طبعا تؤيدون النظام الديمقراطي!!! للأمانة كنت قد عرفت فتيات ملتزمات تنشطن في تنظيم معارض بيع الكتب والأشرطة و"السيديهات" الدعوية.. وقد كنّ مِثالا في العفة والنقاء.. وهن أكثر ما أنحو لأجله في كتاباتي المناهضة لسياسة البغاء "الرسمي" و"المُقنن".. فلا أرغب أبدا في تشويه سمعة فئة من الإناث في بيئة ما، وهن كمال الطهر. إلا لأن من سوء حظهن دخول "بائعات للهوى" بينهن من غير بيان!!!
بقلم / معمر عيساني

تعليقات

الأكثر قراءة