قصتي مع التدوين...



منذ آلاف الكلمات... بدأت قصتي مع الحياة.. أن تقرأ فذلك معنى الوجود.. وأن تكتب فهو الخلود.. قصتي مع التدوين لم تبدأ على أزرار الحاسوب فقط.. بل كانت مراودة وعبثا طويلا مع القلم المهووس بسهادي وعذابات أفكاري عبر المداد وأسطر الصفحات الجرداء..

كتبت الشعر منذ سنة 1996م... وانتقلت إلى حالة إبداع أكثر تطورا وإتقانا حين دخولي إلى الجامعة... فجعلتُ قصائدي معجزاتٍ من حروف.. وأضفت المقال ارتجالا عربيا في شخصيتي... وكانت مذكرة تخرجي من الجامعة تبلورا حقيقيا لوعيي.. إذ أنجزت أول بحث استقصائي للأمثال العربية في معجم "لسان العرب" أضخم وأهم معجم في المؤلفات العربية.. عكفت على سبر أغوار هذا البحر طيلة سنتين رفقة زميليَّ "أحمد" و"الحاج".. فلمست الذات العربية وتاريخها وكل حيثياتها.. وعلمت الكثير مما كنت أجهل عن "العرب"..
فاض الإنتاج وكثرت مواضيعي.. فأشهرت في الناس دين إبداعي... نظّمت وشاركت في أمسيات شعرية وأدبية محلية.. واستحالت نصوصي إلى نبوءات تحققت بذاتي..
وبعد هذا التاريخ... استراحت قريحتي.. وهجرت سطور وجعي إلى حين.. وفي هذا أرسلت كلامي.. وفتحت آرائي.. في أكثر من مقال..
وفي صيف 2008م فتحت أول مدونة إلكترونية لي على الإنترنت باسمي... عنوانها كان best maamar"" على "blogger".. نشرت عبر هذه المدونة الأولى لي كثيرا من المواد الدينية والأدبية.. وجعلت بها عددا من الفيديوهات الإنشادية والدعوية...
وميزة المدونة حينها نقل أغلب المحتويات عن مواقع إلكترونية أخرى... وبنسبة قليلة جدا نشرت كتاباتي الشعرية والمقالية.. كما كانت جودة المدونة متردية.. هذا من باب النقد.. وسبب هذه البساطة هو حداثة عهدي بالنشر الإلكتروني.. ـ ولا زلنا عموما في أول الطريق.. ـ فاعتبرتها مرحلة تجريبية..
وشهر أوت 2009م أغلقت المدونة القديمة وفتحت مدونة جديدة لي على عنوان جديد ودائما على "blogger"... فكانت maamaraissani.blogspot.com ... وعكس الأولى، كانت هذه المدونة أكثر جودة وتعبيرا عن شخصيتي.. وأكثر نقلا لما أكتب بيميني.. بالإضافة إلى نشر عدد من المواد المنشورة في المدونة القديمة استحسانا لها ورغبة في إيصال الفائدة للغير..
والآن أعكف على النشر الدوري لمقالاتي وقصائدي الشعرية وغيرها من المواد كالصور والفيديوهات والكثير مما أجده في متناول أزرار حاسوبي... وهدفي الوحيد من كل هذا, التعبير عن الأنا العربي البسيط بكل تناقضاته.. وإعطاء نظرة أخرى وقراءة أفضل للأحداث الواقعة في هذه الدنيا.. أحلام قد تبدو "وردية" ولكنها "مشروعة"..
وحتى لا أحصر نفسي في هذه الشبكة.. آمل وأخطط لإصدار دواوين شعرية تضم أغلى ما كتبت من قصائد على الأقل ما سلف منها.. وأقصى طموح لي "مُعلن" على الملأ منذ بضع سنين.. أن يعود الشعر العربي الفصيح إلى سابق عهده.. خبزا يوميا لعامة الناس.. لسانا ناطقا ليس كمثله ناطق...
عموما هذه ليست كل القصة... فالأحداث متواصلة.. وأتمنى أن تكونوا معي فيما سيأتي من تطورات.. أن تكونوا أفضل الشخصيات في حياتي... ولو بقراءة جُل كتاباتي.. وإن كنتم بعيدا عني.. فالروح لا تقهرها المسافات...!

بقلم / معمر عيساني

تعليقات

الأكثر قراءة