كذب العرب ولو صدقوا.....



شاهدنا في رمضان الماضي كوكب اليابان وسكانه المثاليين... لدرجة أن الرائري يحسب أن أبا بكر وعمر بن الخطاب من قبيلة ”بني يابان“ لو كانوا في عصرنا! وكم تمنينا أن نكون من هذا الكوكب أو ربما أن نحشر مع أهله... إلا أن كل هذا محض لغو لا يؤاخذنا الله به... إلا أن المؤاخذين فيه هو جهلنا وعمانا وقلة مروءتنا.. ولله درنا من قوم نقول ما لا نفعل.. وكبر مقتا عند الله أن نقول ما لا نفعل...
كان برنامج "خواطر شاب" لأحمد الشقيري نقطة ساخنة في حالة الوعي العربي بواقعه.. جسّدت حقيقة التخلف العربي واعتزازنا به وظننا السافر بقدسيتنا وإن كنا لا نعرف حتى وضع الأحذية في مكانها المخصص بمداخل المساجد.. حقيقة أشكر بشدة هذا الداعية الشاب والواقعي بغض النظر عن أية خلفية... أشكره على هذا المجهود الرائع في إيقاظ أهل الكهف العربي.. وتجاوز فكرة هامشية الإنسان الكافر رغم محوريتها في العقيدة الإسلامية بالنسبة لي.. فالكافر رسالة الله إلينا لفك رموزها وترجمتها إلى دين الإسلام.. إذ أننا الدعاة ولابد من وجود من ندعوه...! وهنا لابد من التنويه إلى حقيقة التخاذل الإسلامي في تنشيط دعوة الآخر إلى الإسلام.. نحن لا ندعوا.. بل نحاور لأجل الحوار.. رغم إلزام الله تعالى لنا بالدعوة إلى دينه.. كيف لا؟ والنبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالتبليغ عنه ولو بآية...
إذن التعامل مع الآخر والتفاعل معه ضرورة من ضرورات الوجود.. بل هو علامة وجود الموجود! ومن ينافي هذه القاعدة فالشك يحيط بوجوده من عدمه... فالوجود يتجاوز المادية إلى آفاق أرقى وأجلّ...
ولو سألنا عن المسؤول عن حالة الغياب الإسلامي... لأجبنا أن العرب ـ أولياء أمر الإسلام أخلاقيا ـ هم الذين أضاعوه ودنّسوه بكل أفعالهم وحماقاتهم الدنيئة.. فالانكفاء على فكرة سلطة العرب الأبوية على الإسلام جعلته مرادفا لكل ما يلحق هذا القوم من عيوب ظاهرة وباطنة.. متناسين ماهية هذا الدين الحقيقية الصادحة في السماء والأرض بأنه دين لا جنس له ولاعرق.. بل هو للإنسان أينها حلّ وارتحل... متلوّن بألوان الطيف الأوروبي والأمريكي والأسيوي والإفريقي وغيره مما يدبّ على هذه البسيطة... إنه الإسلام قاهر الزمان والمكان! هو عين العالمية بحق!
العرب... هم مشكلة الإسلام "تشخيصيا".. أنا لا أتحامل على هؤلاء القوم عمدا.. بل حبهم من حب النبي صلى الله عليه وسلم.. فالحبيب أمرنا بحب العرب... ولكن إنجازاتهم المزرية وأفعالهم المردية تجعل "المخ يسيل من الأذن"...
أكثر من 300 قناة إباحية في أوربا رأس مالها عربي؟
البترول الذي يعيش عليه الإسرائيليون عربي؟
أفغانستان والعراق تُحتلان بقرار عربي؟
فلسطين تضيع قضيتها بجرة قلم عربي؟
الإقتصاد الأمريكي يتنفس الإستثمار العربي؟
الإرهاب ابن "رجل" عربي؟
هل نضيف..؟
قنوات روتانا الفاسقة بمال سعودي؟
أكثر الإهانات الموجهة للإسلام من إنتاج مصري؟
أكثر نسب الأمية والفقر والعنوسة هي في الوطن العربي؟
أسوء الأنظمة وأعقم الإدارات من صنع عربي؟
أكثر الباحثين عن "الجنس" في الأنترنت هم الشعب العربي؟
.................... كله.... عربي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وبعد كل هذا نلوم الغرب وندعي نظرية المؤامرة؟ يا لنا من دجاج مدجن 100%.
والنخبة تكذب بفم مملوء.. تدعي صعوبة الحال رغم كل ما هو متاح لهم.. مما لم يكن ثلثه أو ربعه أو حتى أقل منه متاحا للسابقين العاملين في مضمار النهضة والإصلاح... ونحن نعرف التاريخ فلسنا جاهلين أو متجاهلين مثلهم... عبر مدار التاريخ كان الصفوة من الأمة يعملون في ظروف صعبة ويحققون دعوتهم.. وعلى رأس هؤلاء أحمد بن حنبل رحمه الله في فتنة خلق القرآن... فهل منهم من عانى مثل ما عاناه الأولون.. وإن ذاق وبال أمرهم.. فأين الإنجاز.. أم هو محض سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء...
إن النخبة وأهل العلم والواعين من الأمة، هم من يتحمل المسؤولية الكاملة عن حالة "الإسقاط" العربي، وبتر "الرحم" الثقافي والعقدي من وجود هذه الحضارة.. أصبحت الصورة النمطية لتلك الزمرة المترفة ... جلسات الفنادق وحوارات الفضائيات... ونيل الأرباح على ظهور الجاهلين من العرب والمسلمين بحجة أنهم هم العارفون المثقفون.. وما هم إلا متاجرون بحالة "الموت" المشهود...
أنا لا أصدق أي متحدث فصيح ببدلة وهيئة "شيك" يهوّل من الواقع المانع للعمل.. ويلوّح بتمديد حالة الطوارئ أحقابا أخرى من الزمن.. أو يدعي تحسن الحال وتطور البلاد.. ونحن نجهل صنع "عود الكبريت العربي"..
الصحوة ليست بالمحاضرات "المتخمة" والأناشيد الصاخبة ونجمات الحجاب وتهافت الدعاة على شاشات الفضائيات.. وتحرير الأقصى لن يكون على النايلسات أو العربسات...
بل كل هذا سيكون على أرض الواقع... وأخشى ما أخشاه أن يكون على أيدي قوم آخرين ثم لا يكونون أمثالنا..
إن كان للموضوع بقية.. فالكلمة لكم..
بقلم / معمر عيساني

تعليقات

  1. غير معرف27/10/09

    العرب فيهم خير ولكنه قد لا بظهر في هذه اللحظة...

    ردحذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة