45 دقيقة للحديث عن لا شيء


خرجت من وظيفتي ذات مساء وأنا أعلم أني سأواجه مشكلة النقل ذاتها ككل يوم... لأركب سيارة أجرة "صفراء" فاقع لونها تسر الناظرين... بعد إضاعة ساعة تقريبا في حافلة نقل "ثملة" هي وصاحبها.. إذ وبعد وعود بلفور التي أعطاها لنا سائق الحافلة بالنزول إلى المدينة... قرر وبكل رجولة التراجع

وإلغاء رحلته "الضوئية" وأخذي رفقة قليل من المسافرين إلى هذه السيارة الأجرة التي أحكي عنها... يا لها من أحداث "ساخنة" لحد الآن!!!!! عندما ركبت السيارة بدأ أحد المسافرين رفقتي في الحديث واستعراض عضلات لسانه في انتقاد صاحب الحافلة الذي أخلف وعده بالذهاب إلى المدينة "الفاضلة" خاصة وأن من المسافرين أخوات فاضلات وقعن ضحية "رجولة" و"وعد" سائق الحافلة... بدأ الحديث قوميا ليضرب آفاق الوطنية والإسلاموية وحتى البراجماتية وكل مذاهب البشر فوق الأرض وتحتها.. كلام تردد ألف مرة.. نفس الأفكار ونفس العبارات.. أكثر ما أدهشني أنها كلما أُعيدت استطابها المحدّث والسامع أكثر فأكثر؟؟ هذا كله أين ومتى؟... في 45 دقيقة على متن سيارة أجرة "متقاعدة" لم أجد فائدة منه إلا أن سائق التاكسي هو ابن عم صاحب الحافلة وأن الأخوات وصلن متأخرات إلى بيوتهن.. وأما المتحدث الثرثار فقد أصبح صديقا لسائق التاكسي... وفي النهاية تعاد القصة يوميا على الساعة الرابعة مساء بتوقيت الجزائر على القناة "الأرضية".
كلام تافه تفاهة القصة... مجرد الكتابة لها والقراءة يشعر بالملل.. فكيف بحياة ملايين من البشر يهدرون أوقاتهم في مثل هذا السفه والغباء؟
بقلم/ معمر عيساني

تعليقات

  1. مدونة جميلة
    تقبل مرورى من هنا لانى اضفتك الى مدونتى
    اتشارك معك الاعجاب بالمنشد بو خاطر
    فى امان الله

    ردحذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة