لا تقلق.. فأنت ستنجح في شهادة البكالوريا!

سيقبل طلاب الأقسام النهائية في الثانوي على امتحانات شهادة "البكالوريا".. والجميع متوتر وقلق من النتائج، إلا أنني أبشر طلاب ثانويات الجزائر قاطبة بنتائج نجاح تقارب نسبة الـ 70%، بمعدلات تتراوح ما بين الـ11 والـ13..
تشهد هذه السنة ظروفا غير عادية تماما.. مظاهرات وثورات أسقطت وتهدد كيان أنظمة عربية بكاملها، إضرابات واحتجاجات عمالية حركت المياه الراكدة في الساحة الوطنية، والجامعة لم تكن بعيدة عن الأحداث، فشنت إضرابات متواصلة لتسوية قوامها العلمي والأخلاقي ـ شكليا على الأقل ـ .. وتزامنا مع هذه المستجدات تحضر وزارة التربية الوطنية لامتحانات البكالوريا.. وهي على العموم أنجزت مواضيع الأسئلة.. التي ستكون في متناول الجميع لأجل الظروف الراهنة..
جمعية أولياء التلاميذ حذرت من تسييس المسابقة الوطنية وتطويعها لتصبح مسكن ألم بتسهيل الأسئلة، وتعميم النجاح حتى تمتص غضب فئة وتلهي فئة أخرى من الشباب.. هذه المراوغة ليست جديدة.. ففي امتحانات بكالوريا 2004م اجتهدت الوزارة الوصية في تسهيل المسابقة ورفع نسبة النجاح لتهدئة أولياء التلاميذ ـ النائمين حينها ـ جراء إضرابات الأساتذة التي هددت الموسم الدراسي بسنة بيضاء حيث قُلِّصت إلى فصلين دراسيين فقط.. وعلى هذه السُنّة المبتدعة، حرص القائمون على التربية والتعليم في هذا البلد على وضع "البكالوريا" في سياق الأحداث.. تغيير المناهج التربوية، حذف مقاطع من النشيد الوطني، عجز في تسيير المؤسسات التربوية، فضائح في مسابقات التوظيف، احتجاجات شعبية.. كلها مناسبات تفرض تسهيل الامتحانات الوطنية وجعلها فرحة مؤقتة لإلهاء الرأي العام أولا، وإضعاف المستوى العلمي في الجامعة التي ستسقبل أشباه الناجحين ثانيا..
ورغم هذا، أرى بعض الإيجابيات في هذه "المهزلة".. أولا النظام التعليمي في الجزائر وسائر البلاد العربية بالمنهاج والمؤطر، نظام فاشل جد معقد، لا يصنع طالبا مبدعا ومنتجا بمكتسباته العلمية، ثانيا هؤلاء الطلبة بكل الملهيات والإغراءات والمشاكل التي تشغل رؤوسهم معذورون إذا ما نجحوا في تمثيليات البكالوريا، فهم لو كانوا يجتازون الامتحانات كما كانت منذ 20 سنة على الأقل، لما وصلوا أصلا للتعليم المتوسط.. ضف إلى ذلك رداءة التكوين الذي يستفيد منه الأساتذة والمساعدون التربويون، وما تنتشر أخباره من فضائح أخلاقية تشتت ذهن المجتهدين في دراستهم قبل المهملين لها..
عموما أبارك من الآن لكل طلاب الثانويات.. وحتى المستويات الأخرى، النجاح لهم في الامتحانات النهائية، فهم يستحقون النجاح حقا.. بل هم في غالبهم يودون النجاح والتفوق في دراستهم، إلا أن الظروف المعيشية تمنعهم من ذلك.. كما أدعوهم وكلي أمل فيهم إلى تصحيح مسارهم العلمي بأنفسهم فلا ينتظروا أي شخص آخر يأخذ بيدهم إلى الطريق الصحيح في مجتمع يُصنف ضمن المجتمعات المتخلفة..
بقلم / معمر عيساني  

تعليقات

  1. سفيان المجاجي19/6/11

    ياأخي أنا أقترح على الرئيس أن يجلب لنا وزيرا أو وزراء أجانب على غرار مايحاول فعله روراوة هذه الأيام لعل وعسى تستقيم الأمور في بلادنا

    ردحذف
  2. قكرة جميلة، ولم لا؟؟.. ولكن المشكلة.. هل سينجح؟
    هل الفشل يعود للاعبين.. أو المدربين..
    أعني الأساتذة أم التلاميذ..
    دعنا من هذه الثرثرة..
    التعليم في الجزائر يعكس في النهاية صورة التخلف السائدة عموما في البلد وسائر القطر العربي..

    ردحذف
  3. كان هذا في 2011م فما أدراكم بهذا العام؟؟
    انتخابات وحساسية اجتماعية واقتصادية..
    والمزيد.

    ردحذف
  4. غير معرف28/5/12

    "لا يغير اللة ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم"
    الحالة المزرية للتعليم في الجزائر و لغيره من
    القطاعات راجع الى السادة الوزراء الدين يقبعون في
    مناصبهم و يتمسكون في كراسيهم للاسف ........

    ردحذف
  5. هذا للأسف حال سائر البلاد.. أصلح الله شأننا ووفقنا لما فيه الخير دنيانا وآخرتنا

    ردحذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة