تحرش جنسي..!


زرت أحد المنتزهات بإحدى ولايات الغرب الجزائري الصيف الماضي.. ولحظة جلوسي بأحد المقاعد مددت يدي واسترخيت بحرية كوني وحيدا على ذلك المقعد، مرت دقائق لأرى امرأة تدنو مني رفقة ابنة شابة وعجوز أخرى تحمل رضيعا بيدها.. 

المشكل أن الفتاة الشابة والمرأة معها جلستا بجنبي مباشرة وارتمت الأولى تقريبا بحضني إذ لم تُتَح لي الفرصة لضم ذراعي المفتوح على ظهر المقعد.. استفزني الموقف ولم أضمه، فكيف بي ـ وأنا الرجل ـ أستحي، والمرأة لا تستحي مني ولا تهتم...
مرت لحظات واستمر الوضع على ما هو عليه.. ليبدأ النقاش بين المرأة والشابة والعجوز التي لحقت بهما.. الغريب أن الحوار بينهن كان مراودة لي تجمع الأنوثة والتدلل، والتنبيه إلى رقم الهاتف والحرص على الاتصال ـ المبني للمجهول ـ، كما رافق ذلك حركات إغرائية تعتمد على جسد المرأة الأولى المسلح بـ"جلابة" تجمع جيشا من المفاتن، أظهر قوته منذ ظهوره!! إضافة إلى الفتاة الشابة ذات الشعر الطويل الملامس لذراعي كونها كانت قريبة جدا مني..

اتخذتُ موقفا "سلبيا" ـ في نظري ـ من هذا التحرش الجنسي الجماعي.. فلم أظهر أية ردة فعل، ما جعل هذه العصابة النسوية تنسحب دون جلبة ومن غير غنيمة... وحتى في عملية الانسحاب لم تدع صاحبة "الجلابة" اللوم عليّ، إذ اجتهدت في تحريك مفاتنها كلما ابتعدت بخطواتها.. ما جعل غيري يتبعها في لهفة مبللة باللعاب..
لا أنفي عصمتي، ولا أدعي موت شهوتي.. ولكن الموقف على هذه الصورة ألغى كل العواطف "الشهية"، كوني أكره أصلا مبادرة المرأة في التودد والإغراء.. فالأفضل بالنسبة لي ابتداء الرجل أولا ثم تأتي ردة فعل الأنثى لاحقا.. والأهم أني لا أطيق إقامة علاقة مع نساء عاهرات.. ومثلهن كثيرات في شوارعنا.. يمشين مثنى وثلاث ورباع، ويحملن معهن أولادا صغارا للتضليل والتنقل بحرية..

هذا المشهد على بساطته، وكثرة وقوعه يطرح عديدا من الأسئلة، أولها أين موقع الرجل من "الساحة الجنسية" في المجتمع؟؟؟ فكلنا يعرف أن فعل "التحرش" له فاعل واحد وهو"الرجل" والمفعول به هو"المرأة".. أما اليوم فقد تغير الفاعل والمفعول به في جملة "التحرش" الواقعة "خبرا" لفساد المجتمع!! فصويحبات "الجلابة" والـ"mini" اكتسحن الأرضية ـ"الجزائرية والمغاربية"ـ ولم يجعلن رجلا بمأمن منهن!! وصار الكل عرضة للوقوع في الرذيلة المباحة في مجتمع انسلخ كلية عن الدين والعرف الذي ساد في سنوات مضت.. حتى أصبح العفيف مشبوها في رجولته أهي مكتملة أم ناقصة؟؟
بقلم /معمر عيساني