شبابنا يتعلم الكتابة والقراءة والجنس...!



من الجيد أن نرى شبابنا اليوم يملؤون المدارس والجامعات طلبا للعلم.. لكن من غير الجيد أن نجد في هذه المؤسسات "التربوية" فسحة واسعة لتعلم الرذائل، والآفات الاجتماعية..


بدأتُ حياتي التعليمية وأتممتها في مدارس حكومية يُفترض أن تكون على قدر من الحزم والأخلاق.. إلا أنني رأيت فيها من السوء ما يجعل المجتمع المنحل أرحم منها... رأيت كيف يتعلم الأطفال الصغار تدخين السجائر بل ويدمنون المخدرات.. أما الملكات اللغوية لديهم فتزيد بتعاقب المراحل التعليمية جودة وتعبيرا عن كل المواهب الجنسية لدى الإنسان وحتى الحيوان!!! ولا بأس من الإشارة إلى أن العلاقات الغرامية التي تنشأ في قاعات الدراسة، تتطور بين الحصص، لتصبح من بعد رسائل الحب العفيف والأشواق، معاشراتٍ جنسية هستيرية!! أما الجامعة فتفتح مناصب شغل جاهزة "للأعضاء التناسلية" التي تدربت على الوظيفة في المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية...

الكثير من حالات الإجهاض السرية والمعلنة لأجنة غير شرعية لدى العديد من التلميذات والطالبات نتيجة العلاقات المتاحة في هذه المؤسسات، سواء مع زملائهن أو حتى الأساتذة الذين يدرسونهن!.. بل إن من بين الأستاذات من تعلقت بأحد تلاميذها لتصل معه إلى حد "الجماع".. زد على ذلك قضايا العنف التي تحدث فيما بين المتعلمين أو مع أساتذتهم ومختلف المؤطرين التربويين..

الأمر ليس مبالغا فيه وإنما واقعا يعرفه الجميع.. فالكل عاش فترة من حياته بأحد هذه المدارس.. ورأى بعينيه ما ذكرتُ من مآسٍ تنخر عقول وقلوب أبنائنا.. والسبب في كل منها يعود علينا نحن.. فالآباء يُدخلون أولادهم إلى هذه المدارس ويحسبون أن أحبة قلوبهم في مأمن.. فيتناسون متابعتهم.. وإن كانت فلن تعدو أن تكون سطحية.. بعيدة عن واقعهم المليء بالمُغريات الجديدة والمزَيَّنة لهم بطبيعة سن الطفولة العفوية وفترة المراهقة الشغوفة.. ونضيف هنا الاختلاط الرهيب بين الذكور والإناث في وقت أصبح العشق والجنس، الخبزَ اليومي للتلفزيون والإذاعة والإنترنت، والأغاني والإشهار و"الهاتف النقال"، بل كل شيء تشتم به رائحة اللذة والإغراء ويدعوك للوقوع في المحرمات.. فكيف لهذا الاختلاط أن يمر بسلام دون أية "اشتباكات جسدية"!! إذن من الصعب أن نلوم الشباب على عدم اجتهاده في الدراسة وتحصيله العلمي المتضائل أمام تفوق البنات، بل وازدياد أعدادهن في المؤسسات التعليمية مقابل تسرب معتبر لدى "الذكور".. ويكفي أن نسأل عددا ممن انقطع عن الدراسة من "الذكور" خاصة، عن أسباب عزوفه عن التعليم ليبدأ بالأولى والأهم، وهو تشتت ذهنه وانكسار عقله وسط البنات والسعي في إقامة العلاقات معهن.. 

ومن الظلم أن نحمل الدولة لوحدها مسؤولية هذا الفساد الأخلاقي بمدارسنا.. فالوالد الذي يرسل ابنته بـ "الميني جيب" له من المسؤولية ما يجعله مجرما في حق ابنته وحق من يُفتن بها.. يقص لي أحد الأساتذة الزملاء عن إحدى الأستاذات موقفا حدث لها بقاعة الدرس.. إذ كان من ضمن تلميذاتها، فتاة تلبس ملابس فاضحة جدا وتجلس في مقدمة الصف، ما جعل التلاميذ يتسابقون إلى السبورة بغرضٍ ظاهره الكتابة، وباطنه النظر إلى أماكن حساسة من جسد التلميذة "السافرة"، فيُسقِطون القلم من السبورة كي ينحنوا ويلتقطونه.. وهنا يأتي إطلاق أبصارهم نحو..؟؟؟ أسفل الطاولة..

الأستاذة تفطنت لهذه الفعل المشين.. فبادرت بنصح الفتاة على انفراد لستر جسدها.. الفتاة أعادت نص "النصيحة" لوالدها.. لينتفض ويزور الأستاذة في مكان عملها، وينتقد تصرفها مع ابنته قائلا لها أن مهمتها التعليم وليس مراقبة ما تلبسه البنات!!

هذا الأب على جهله ووقاحته، يصور جانبا من المجتمع المنحل الفاقد لأخلاقه والراغب في إيصال كل الناس إلى نفس الدرجة التي وصل إليها من الفساد...


حل المعضلة الأخلاقية في المدرسة يحتاج أيضا إلى رؤية أخرى لتكوين الأساتذة.. فالتعليم ليس مجرد مهنة يرتزق منها أصحاب الشهادة.. بل هي رسالة وعبء ثقيل تنوء به العصبة أولي القوة.. فما بالك بأنصاف المتعلمين الذين لا يعرفون حتى النطق بالفصحى.. فبعض أساتذة اللغة العربية مثلا يغرقون في الأخطاء الإملائية فما أدراك ببحار الإعراب والأدب والنصوص القرآنية.. أما أساتذة اللغات الأجنبية فهم إما على عقم معجمي منها، أو أنهم أخذوا من تلك اللغات الغث والسمين من ثقافاتها المتصلة بها، فيوصلون لأبنائنا مفاهيم مناقضة لشريعتنا وأخلاقنا وعاداتنا، فيرسخ لديهم تصور خاطئ للغة على أساس أنها لا تصح إلا بتَمَثّل ثقافتها الغريبة عنا.. فمثلا نجد أحباب اللغة الفرنسية "فرانكفونيين" أكثر من سكان باريس.. يصبغون أنفسهم بكل ما هو فرنسي ملبسا ومأكلا وتفكيرا.. ما سيحيلنا إلى جيل جديد من الشباب لا هو في الإسلام والعروبة، ولا هو في الفرنسة والتحضر.. فالغرب يعيش تطوره بأسس جوهرية لا أسس "البيتزا" و"البيبسي" و"الجينز" و"المايوه" وغيرها مما نلصقه جُزافا بالغرب...

وإضافة للتكوين المعرفي للأساتذة، فالأخلاق ضرورية لمن سنُودِع أبناءنا لديه، فمن غير المعقول أن تدرس ابنتك عند أستاذ شاب يقتنص النظر إليها كل حين... بل يخبرني أحد الأساتذة أنه يعرف أستاذا في التربية البدنية بإحدى المتوسطات، يمارس الجنس مع تلميذاته بكل احترافية!! كما أن الأستاذات الجديدات اللواتي يحصلن على الوظيفة بمجرد تخرجهن من الجامعة يحتجن للمزيد من التأقلم مع الجو المفترض في التعليم من الخلق والتربية.. فعيب وعار أن نسمع بطالبة جامعية تمارس "الطب البديل" في كباريهات العاصمة الجزائرية .. تنجح في دراستها بنقاط ممنوحة على "مقاسات جسدها" ثم تُوظَّف بعد تخرجها أستاذةً في اللغة العربية والتربية الإسلامية... الحالة واقعية قصها لي أستاذ درس في المدرسة العليا للأساتذة بالعاصمة..

إذن تلاميذنا في هلاك حقيقي.. والجرائد لا ترتاح من نقل جرائم الفعل المخل بالحياء في حق القصر سواء في المتوسطات أو الثانويات وحتى المدارس الابتدائية.. وإذا كنا ندق ناقوس الخطر فالأجدر بنا البدء من الآن في وضع سياسة جدية لتكوين فعال لإطاراتنا في مجال التربية والتعليم.. قائم بالأساس على الأخلاق، والتمكن التام من المادة المُدَرّسة.. كما لا نهمل الدور المنوط بأولياء الأمور لمتابعة أبنائهم والسهر على نقاء سريرتهم من كل الأفكار والتصورات السيئة.. وكل هذا يهدف في النهاية لصون شرف أبنائنا ومجد أمتنا في المستقبل القريب...
بقلم / معمر عيسانيس

تعليقات

  1. ... قــرأتُ...؟

    و ارتبك و التبَسَ عليّ التعليق و التعقيب الذي سأكتبُه.. و الآية التي سأُدرجُها....؟؟؟

    إنّا لله و إنا إليه راجعُـون...؟

    أم.. ظهر الفساد في البرّ و البحر بما كسبَت ايدي الناس..؟

    أم حكمة "لا تلعن الظلام.. لكن حاول إشعال شمعَة..."


    أم.....؟؟

    و بينَ هذا و ذاك.. وجدتُني أحدث نفسي..؟ عليكَ نفسك يـا عمـاد..؟ و أذان العشاء على وشك أن يُرفَع...؟؟؟

    لكن.. لا بُد من فعل شيء أخي معمّر.. لإنقاذ ما يُمكنُ إنقاذُه....

    لا بُدّ من فعل.. و تقديم شيء...

    لا بُدّ من ذلك...

    سـلام.

    ردحذف
  2. الربان غرق..
    وأطواق النجاة غرقت.. والسفينة غرقت..
    واليل اشتد سواد وبرودة..
    ليست التايتانيك.. لكنها حالنا في المجتمع..

    ردحذف
  3. غير معرف23/1/12

    أقول أن سفينتنا تححتاج إلى ربان يعرف توجيه سفينتنا إلى بر أمان وسط أمواج الفساد وإنتشار الرذيلة

    أخوكم عــبد النور الحمدي

    ردحذف
  4. غير معرف18/5/13

    انا اري ان كل واحد مسوول عن تصرفاته سواا كان فتاة او ولد فلم يعد زماننا زمن البرااة التي في الماضي فلا يوجد من لا يفرق الصح من الغلط و لم يعد بمقدور الاولياا التحكم في اولادهم حيت ان من يريد الخروج عن طريق الصواب فعل لانه يفعل ذلك عن قناعة رغم معرفته بسلبية الموضوع . نعم اعلم ان للوالدين دور كبير في حياة الاولاد لكني اريد ان اقول ان هناك من يكرس حياته من اجل تربية اولاده لكن دون جدوي .(ولي مربي من عند ربي) وكل الذي تحدتت عنه سببه ضعف شخصية هذا الجيل وانقياده وراا التقافات الغربية لاخذ القشور و ترك اللب للاسف

    ردحذف
    الردود
    1. حسنا من هو المسؤول عن هذا الجيل..؟
      من غير الممكن تركه لكل الهوى الذي يتعقبه من الأنترنت والفضائيات وجميع الشهوات، ثم نقول أنه هو الذي يتحمل مسؤولية سفاهته..
      أبدا الأولياء مسؤولون.. النخبة مسؤولة.. والدولة مسؤولة كذلك..

      حذف
  5. صفاء20/2/14

    كلّ من له علاقة من قريب أو بعيد فهو مسؤول .. حتى وان نظرت اليها فستعتبر مسؤولا لانها تعتقد أنها أنيقة وتزداد ثقتها بنفسها لتسقط في الهاوية .. وهو يعتبر نفسه ارفع درجة بمجرد التعجب في لباسه او تسريحته .. الله يهدينا ويهديهم ويارب يتعقل الاولياء ويراقبو ابناءهم وان شاء الله تتحسن اوضاع اخواتنا واخواننا ............. فالكل مسؤووووول وان لم نتغيّر فلن نغيِّر

    ردحذف
    الردود
    1. اللهم اهدنا واسترنا ولا تفضحنا

      حذف
    2. المسؤولية هنا متداخلة.. ويجب على كل واحد أخذ مسؤوليته بالكامل.. وأولهم هنا الآباء والأمهات.. فلو منعنا التبرج والعري لن تزداد نسب التحرش مطلقا..

      حذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة