عن الحرڨة والانتماء وخرافة المسؤولين


يبدو أن المسؤولين في بلادنا الحبيبة لازالوا يتجاهلون السبب الرئيس في هروب الشباب عبر قوارب الموت إلى أوربا، يبدو أنهم يمعنون في الاستهزاء بأرواح شبابنا، ويمنون عليهم الفتات من غنائم حاسي مسعود ويدّعون أن الجزائر أفضل من نيويورك!

من الصعب يا سادة أن يشعر كهل عاش شبابه في سبعينيات القرن الماضي بشباب اليوم! فكل المعطيات تغيرت، ومفهوم الكدح والراتب ونمط المعيشة انسلخ عما فهموه سالفا.. بل هؤلاء المسؤولون في واد بعيد سحيق عنا، فأبناؤهم “الشباب” يرتعون ويمرحون في أوربا وأمريكا بأموال من كان ينبغي ألا “يحرڨ”!
لا ننفي طيش الشباب الذي قاد كثيرين إلى الغربة رغم يسر معيشتهم لا لشيء إلا لفجوة تركتها مؤسسات الدولة في ذواتهم فلم يعودوا مؤمنين بانتماء لهوية جزائرية! فلو استثمرنا في غرس محبة الوطن في قلوبهم لكان أجدى من غرس أعمدة الإنارة العمومية المحترقة ومحلات الرئيس المهجورة!
مقت الشباب للمعيشة داخل الجزائر صنعه ترف المسؤولين وجشعهم وأنانيتهم التي أنستهم معاناة الشعب وشغلتهم بأهاليهم.. هذا المقت وليد غياب روح الانتماء التي فاضت لبارئها يوم جعلنا من الوطنية بطاقة بيومترية لا غير!
بقلم / معمر عيساني

تعليقات

الأكثر قراءة