ماكرون من مقهى "ميلك بار" يجرّم جبهة التحرير!

"إيمانويل ماكرون" الذي يريد تناسي الماضي لدرجة أنه يرغب في عودة الحركى إلى الجزائر، لم يستح من زيارة مقهى "ميلك بار" في العاصمة، الذي فجره المجاهدون سنة 1956 بقنبلة وضعتها "زهرة ظريف بيطاط"، ليكشف حقيقة تصور الفرنسيين ونظرتهم اتجاه مستعمرتهم القديمة.


 "ماكرون" ترحّم على قتلى المقهى من المعمرين الفرنسيين في ذلك التفجير، في دلالة خطيرة على تشبثه بماضي بلاده الاستعماري وتمجيده بكل ما فيه من انتهاك لحقوق الإنسان، وبالمقابل كيف قبلت "الدولة" مشهدا مثل هذا باعتباره "ضمنيا" تجريما لعمل جبهة التحرير وقتها، وتضحية من المعمرين! فمن المتعارف عليه أن الترحّم على القتلى يعني إدانة من قتلهم!
جولة الرئيس الفرنسي في شوارع العاصمة الجزائرية التي شيّد مبانيها المعمّرون، فيه الإيحاء الكافي لإقناع من لم يقتنع ربما بتبعيتنا لباريس، ومحو "جوهر" الاستقلال، فلا أحد يجهل أن "alger centre" بنمطيتها الأوربية لم تكن بحاجة لزيارة "ماكرون"، ويوجد ماهو أولى منها! لكن أحفاد "ديقول" يمعنون في إثبات حضورهم.
أين وزارة المجاهدين، ومنظمات الشهداء وأبنائهم وبقية الهيئات التي تخرج من جحورها كل مناسبة تاريخية لتعوي بوطنيتها وولائها للثورة ومن أشعلها؟؟ لماذا لم يتحركوا ويرفضوا إكرام "ماكرون" لقتلى "ميلك بار"؟ أم أن الفرنسيين الذين قضوا في التفجير قبل 61 سنة كانوا أبرياء، والمجاهدون قطاع طرق همجيون؟؟ أخشى أن تنقلب الحقائق مع زيارة الرئيس الفرنسي المقبل، وتُصنّف معه الـ"FLN" منظمة إرهابية!! وينك يا ولد عباس.. وينك!
بقلم / معمر عيساني