لماذا أحب السعودية؟

أحاول أن أجرب قصة حب سائرة على قلوب الناس ولا أنجح كل مرة.. السعودية تلك المملكة التي استثمرت في الدين لتصنع قبولا لها وسط الأمم، رغم "شبهة" سُلوك حكّامها وإن زينوا ذلك بفتاوى علمائها المدّعين لانتمائهم للفرقة الناجية. فمن لم يحبها لسلفيتها أحبها لحرمها المكي.. أما أنا فكيف سأحبها؟

السعودية بجلال قدرها ـ على الأقل ـ في الفترة الراهنة، أفسدت أكثر مما أفسد اليهود والنصارى! فكيف أحبها!؟ يدير أمراؤها أقوى الفضائيات "mbc، روتانا" المنتجة والمروجة للسفاح وزنى المحارم والدياثة! ويمثلون رفقة من جاراهم من الخليج الممول الرئيسي الأول للزواج العرفي الظرفي ـ حتى لا نقول الدعارة ـ في لبنان ومصر والمغرب، فكيف أحبها؟
السعودية بعد أن انتهجت "اللامبالاة" مع القضية الفلسطينية، جرّمت "مقاومة حماس وحزب الله" وأصبحت حليفا ـ تحت الطاولة ـ لإسرائيل للقضاء على "الإخوان" المناهضين للفكر الوهابي. وبهذا أعدمت حق الشعب الفلسطيني في الاستقلال، وذهبت بالقدس في مهب الريح، فكيف أحبها؟
السعودية أحرقت اليمن بعد أن تواطأت على العراق، ودمرت سوريا، وتنسيقها مع أمريكا ليس بخافٍ عن أعشى! ونفخها لبالونات الجماعات التكفيرية وإطلاقها في سماوات الأشقاء العرب فضح رغبتها في بقاء حكامها بحماية واشنطن ولو كلف ذلك أعناق ذوي القربى والمساكين! فكيف أحبها؟
السعودية لم تخجل من تشويه المعالم التاريخية لبيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجة التوسعات، لكنها تخشى أن تقول كلمة حق لأجل "الروهنجيا" المقسومين بين الشتات والإبادة. ومن قبل اكتفت بالأكاذيب الإعلامية حينما مُنعت الصلاة في المسجد الأقصى ولم تنصر معتصميه، فكيف أحبها؟
السعودية التي "سيّست" الحج وجعلت دعاء الحجيج للملك "سلمان" قربى لهم عند الرب، جعلت الإسلام سعوديا وخندقته رغم عالميته وأغلقت بابه فلم يعد له نفس غير أنفاس البدناء من مرتدي القمصان البيضاء، فكيف أحبها؟
حسنا.. لا تأخذ الحمية "حمية الجاهلية" إخواننا فيكفرونني لأني لست على هوى "آل سعود"، فمن المعروف بالضرورة من الدين ألا يوجد في القبر سؤال عن الولاء لهم! ومعاداتهم ليست معاداة للإسلام، كما أن مقتهم ليس طعنا في علمائهم، لأن هؤلاء العلماء مجتهدون ـ على الأقل ظاهريا ـ وسيأتي عليهم الدور في السجون مع علمنة "الرياض" ومفسدة العباد! فمن سيبقى ليفتي لسلفيي الجزائر؟

بقلم: معمر عيساني. 

تعليقات

الأكثر قراءة