ماكياج في مطعم!

قادني وقت الغداء إلى مطعم اعتدت عليه في هذه المدينة الغافية، وطلبت بيتزا لذيذة شرعت في تناولها بمجرد تقديمها لي.. لكنني وأثناء تلك اللحظات "التاريخية" وجدت نفسي قبالة كائن حطّم أفق الذوق وأحكم الغلق!

كانت امرأة بدينة لا علاقة لها بالأنوثة وليس على محيّاها مسحة جمال! مليئة بمساحيق التجميل القذرة! حاولتُ تجاهلها، لكنني استغربت الكمّ الهائل للكيمياء المكدّسة على وجهها.. ورغم طأطأة رأسي وانكبابي على غدائي لمحو شكلها الرهيب من مخيلتي، إلا أنها عكّرت صفو الجلسة، وغدرت بأمنيات بطني..
وأثناء سعيي لتجاهلها.. وقعت جلبة ناحيتها فألقيت النظر بمغص ونغص.. هل تعرفون ماذا فعلت؟؟ وقفت بكل "وقاحة" وأخذت مكانا في جانب المطعم واستخرجت كيسا بلاستيكيا أسود يصلح لحفظ الجثث.. وأخذت منه عدّتها وراحت تزيد وتمعن في وضع الماكياج وقلبي يتمزق ومريئي يشمئز لهذا المظهر الذي لم أستطع اِحتماله حقا..
توقفت عن الأكل.. وبمجرد أن دفعت فاتورتها وانصرفتْ.. خرجتُ وكاد يغشى علي من هول ما رأيت.. صدّقوني لا أستطيع احتمال مشهد اللاجميلات وهن يمثّلن أدوار الفاتنات بكل تلك الحركات اللاسويّة، ومساحيق التجميل التي تُسقِط عليهن أقنعة القبح والتهريج والعفن.. لا خير في امرأة كيميائية.. وكل الخير في نساء طبيعيات محتشمات.
ملاحظة: الجمال أمر نسبي، فما أراه جميلا قد تراه قبيحا والعكس صحيح.. وازدرائي من تلك المرأة ليس عنصرية أو احتقارا لشكلها، بل وقاحتها، ومثلما سردت الموقف معها، يمكن سرد مواقف أخرى مع "رجال ما" في مواضع أسوء.

بقلم / معمر عيساني

تعليقات

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة