لاجئو سوريا: الفرق بين آل سعود والنصارى!

ليس عيبا أن تدعم ثورةً شعبية ضد نظامها، لكن العيب أن تضع ذلك الشعب في مهب الريح وتتخلى عنه بكل نذالة.. كلام موجه لآل سعود، أولئك الذين اجتهدوا في تخريب سوريا وتحطيمها على كافة الأصعدة، لنجد اليوم آلاف السوريين على أبواب أوربا يتوسلون مكانا ليعيشوا فيه!

كثيرون آلمتهم صور غرقى اللاجئين الذين لم يسعفهم الحظ لبلوغ أوربا، كثيرون اعتبروا هذه المأساة أسوء مما عرفه تاريخ البشرية إبّان الحرب العالمية الثانية.. كما أن آخرين لم يجاوزوا الحادثة إلا بضع سنتمترات في فلسفة عقيمة تتخبط في تحليلات السياسة وخيوط اللعب بين الخليج والبعثيين.. هنا ضاع الإنسان واعتلت أنانية السلطان!
السعوديون صرفوا الملايير لدعم قُطّاع الطرق والإرهابيين في المحافظات السورية، ولم ينفقوا بذلك المقدار لحماية الأطفال والنساء من جحيم النزوح الذي جعلهم يتخلون عن ممتلكاتهم لأجل البحث عن حياة أخرى بعيدا عن البراميل المتفجرة وسيوف داعش التكفيريين..
وفي الوقت الذي يطيل فيه بعض فقهاء البلاط أعناقهم بتحريم الهجرة إلى بلاد الكفر "أوربا وأمريكا" لا نرى أي اهتمام بقيمة الإنسان في بلدانهم، بل إنهم يعاملون الوافدين إليهم كالحيوانات أو أقل، وهو ماثل في العمالة التي يستقدمها السعوديون والإماراتيون بشكل بشع.
ومادامت الرياض مهتمة بالتغيير الديمقراطي في دمشق، لما لا تجعل لنفسها قسطا من الحرية قبل أن تتكلم عن غيرها؟؟ لماذا يصر الملكيّون على انتخابات تعددية في بلاد الآخرين ويحرمونها في بلدانهم؟؟ وحتى إذا سلمنا بهذا النفاق على أنه من السياسة الراشدة لخُدّام بيت الله الحرام، لماذا لا يتكرم أمراء البترول على من فقد بيته وأهله من المدنيين العزّل، ليستقبلوهم في قصورهم وعقاراتهم الفارغة منذ أن استباحوا رعيتهم!! أم أنهم ناجحون فقط في القتل والتشريد والمؤامرات؟؟
يغلق العرب حدودهم أمام اللاجئين وإن دخلوها فسيرون عجبا من اضطهاد وتهميش واستغلال للنساء!! أما في أوربا التي يقولون عنها حضارة المادة والكفر، فالإنسان مكرّم كما نص عليه القرآن الذي هجره الأعراب!
لأجل هذا لم يفكر السوريون في الذهاب إلى معتقلات الأردن ولبنان التي يسمونها "مجازا" مخيمات للاجئين، وباستثناء تركيا التي أفلحت لحد ما في توفير حياة كريمة لمن نزح إليها عبر حدودها، لم يبق من خيار إلا البوابة الشرقية لأوربا باتجاه ألمانيا والسويد ونظيراتها..
مؤكد أننا وكما عهدنا ذلك منتصف القرن الماضي، ورغم كثير من التضحيات التي سيدفعها اللاجئون، سنرى إدماجا للعائلات الباحثة عن ملجأ هناك في القارة العجوز، ولن يبخل "النصارى" في تقديم خدمات اجتماعية كافية لهم، ولكن بقي سؤال غريب في أكناف العقل يبحث عن سؤال! لماذا تكبدنا عناء طرد المحتل من أراضينا العربية مادامنا الآن نسارع في الهرب إليه؟؟
بقلم / معمر عيساني  



تعليقات

الأكثر قراءة