أحبّ إيران وأبغض الشيعة!

            كان سقوط "صدام حسين" بمثابة البوابة الكبيرة التي عاد منها المشروع الفارسي الشيعي لبسط نفوذه في الشرق الأوسط، فإن كان أهل الخليج قد ارتاحوا من "طاغية" العراق فقد وجدوا أنفسهم أمام سوء لا قِبَل لهم به، أشد عليهم مما عهدوه من رئيس لم تكن تهمته إلا "السّؤدد" و"بغض إسرائيل"! وما الحرب الدائة في اليمن الآن إلا وجه آخر للاحتقان بين معسكري إيران والسعودية بخلفيات طائفية أفقدت أمة الإسلام كثيرا مما كانت تحتاجه لرد بأس الصهاينة والصليبيين.

إحداثيات القوى في العالم تفرض على الخليج المنبطح أمام "الإملاءات" الأمريكية التعاون ـ ولو بتحفظ ـ مع إيران التي دعت بنفسها السعودية وشقيقاتها من ذوي النفط الاشتراك معها في برنامجها "النووي"، ولكن هذه الدعوة لم تصل مطلقا إلى عتبات مراكز القرار لدى أمراء الصحراء!
مؤكد أن العداء المضمر للسُّنّة كبير وداخل ضمن عقيدة الشيعيين، لكننا لابد أن نأخذ الأمر بعقلانية، وألا نأخذ ببعض الكتاب ونكفر ببعض، ففي الوقت الذي يُجِيز فيه فقهاء البلاط التعاون مع صهاينة البيت الأبيض ضد العراق بالأمس وسوريا اليوم، يجدون حرجا كبيرا حتى في النطق بأسماء أولي الأمر في طهران! ولأنها "سياسة" يجب تغليب المصلحة مثلما قال رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم "الحرب خدعة"، فلما لا نستفيد من الخبرات العلمية لدى علماء إيران لتطوير ترسانتنا العسكرية ولو بالتدريج فالإيرانيون بحكم إيديولوجياتهم لن يقدموا إنجازاتهم على طبق من ذهب لأعداء تاريخيين لهم.
بعض المزايدين على الوضع لا يرى إلا جرائم الشيعة في العراق والتصفيات التي تطال السّنّيين بها وبسوريا والفوضى الحادثة باليمن وقبلها البحرين وهو واقع لا ننفيه، لكننا لابد ألا ننسى أن السياسة قبل أن تكون بوصلة دينية هي مصالح اقتصادية وبسط للنفوذ، فلا يمكننا إذن اعتبار طهران شيعية حدّ الثمالة لا ترى إلا بهوى أصحاب العمائم السود بها، ولا يمكننا اعتبار الرياض عاصمة للخلافة السّنّية للمسلمين، فكلى الدولتين يضجّ بالمفاسد والتداخلات الاقتصادية والتجاوب مع تيارات تتعارض في النهاية مع ما هو معلن من معتقدات.
أحبّ إيران لأن تل أبيب وواشنطن تكرهانها، ولا أريد أن أكون على هوى أعدائي ومغتصبي قدسي، أحبّ إيران لأنها ضرورة استراتيجية للممانعة ضد التطبيع وخير مثال لنا انتصارات "حزب الله" الذي بلغ المقت والسخف بالبعض لاعتباره منظمة إرهابية! أحب إيران لأنني لا أريد بقاء البترول العربي بيد الأمريكان وقرارنا السياسي بأرجل الفاتيكان! أما عن الشيعة فأنا براء منهم لا أعي أي دين لهم، ما اتخذوا أقاويلهم إلا من خرف وحمق، أباد الله أئمتهم المتطرفين، وجعلهم أحاديث في الأرض، فإني أدين الحب لآل البيت وصحب الرسول المصطفى وزوجاته رضوان الله عليهم أجمعين.
                                                                                                      بقلم / معمر عيساني. 


اقرأ أيضا:


عملية شارلي إيبدو.. طاحونة الإعلام الموجِّه

غزة تهزم الصهاينة في تل أبيب والقاهرة والإمارات والسعودية

الفرق بيننا وبين إسرائيل

داعش: نزيف دمشق.. دماء في بغداد

الربيع العربي يـئِـد القضية الفلسطينية

هل أصبحت السعودية عدو الإسلام الأول؟

عندما كان حزب الله حزبا لوجه الله

سوريا.. عبء الثورة وتوديع الممانعة

بشار الأسد محظوظ، والربيع العربي انتهى!

نريد دولة فلسطين وليس دولة محمود عباس

لن يفيد تغيير القمة ما لم تتغير القاعدة

 

تعليقات

الأكثر قراءة