لا بترول ولا غاز صخري ولا ستّين نِيلة

أثلج صدري وقوف أهل "عين صالح" وأخواتها في الصحراء الجزائرية أمام مشروع الغاز الصخري الذي تهدف الحكومة من خلاله إلى فتح اقتصاد جديد موازٍ لاقتصاد النفط، فبعد انهيار أسعار هذا السائل الأسود، وجد المسؤولون في البلاد بديلا في غاز أضرارُه البيئية أكثر من إيجابياته على المستوى المعيشي للمجتمع. كما أن الملف برمته يضج بالمتناقضات والتلاعب الذي اعتاد منتهزو حكم الريع أن يعبثوا فيه.

ساحة للصمود وتوافد متتابع لرموز المعارضة، ومسيرات منددة باستخراجه من الصحراء في كثير من ولايات الوطن، مشادات أمنية أبطالها شباب لم ينعم يوما بخراج البترول، ولم يعرف فرقا بين الاستقلال أوالبقاء تحت قبضة الاحتلال الفرنسي! مشهد يكمل سلسلة من الاضطرابات التي تشهدها منطقة الصحراء منذ سنتين تقريبا، ولعل حادثة "تيجونتورين" كانت بداية الخط الذي انهمرت عليه الفتنة الطائفية في غرداية، وتغلغل الإرهاب بالجنوب، وحالة الاحتقان لدى الصحراويين الذين تجاهلتهم الدولة منذ إعلان السيادة في الـ1962م.
بالنسبة لي، وإن لم يكن للغاز الصخري مضار على البيئة، فلا يُعقل أن يستمر أبناء الغلابى والبدو الرحّل في أخذ "الحشوات" عاما بعد آخر، فإن انطلت عليه خدع البترول الذي لم يستفيدوا منه مثقال ذرة، فلا يجوز بأي حال من الأحوال أن يبقوا مكتوفي الأيدي وهم يرون اليد العابثة من جديد تنهب خيرات أرضهم وهم شهود زور خانعون.. الأرض حُبلى بالمعادن والسوائل والغازات، وهم شعث غبر ترهقهم ذِلة أينما ثُقِفوا.
طريقة استخراج الغاز الصخري
استحمار لهم أن ينتفع بأموال الغاز ـ من بعد البترول ـ أصحاب الشكارة في تلمسان والعاصمة وهم لاهثون خلف لقمة عيش يابسة.. غلق الحدود كان فتيل يقظتهم المتأخرة، إذ أنهم ومن حيث لا يشعرون كانوا مساهمين في سُباتهم باسترزاقهم من التهريب دون النظر إلى ما كان في حوزتهم من مِلكٍ يحق لهم فيه ما تنعّم به "شكيب خليل" وعصبة "بجاوي" و"الخليفة" وكل "الكبّانية" الملعونة.
لا بترول ولا غاز ولا ستين نيلة.. ولا حتى الذهب الذي أخذت منه الشركات الأجنبية الكثير الكثير ولا أحد من العامة يعلم بالأمر.. ذهبٌ تحتل به الجزائر المرتبة الخامسة عالميا، والفقراء يأكلون من حاويات الزبالة.. لا وألف لا للخداع والانخداع. لا لكل أولئك اللصوص الممتلئة بطونهم بحق الشعب المغلوب على أمره، لا للسياسيين الجبناء بربطات عنقهم النتنة القائلون لما لا يفعلون، لا لكل مستثمر في معاناة المواطنين البسطاء.. لا للغاز الصخري.

تعليقات

الأكثر قراءة