"بركات" و"رفض" أين المفر؟

          النظام سيكون حازما أكثر من السابق مع أشباه المعارضين الذين لم يحسنوا لعب أدوارهم بدقة.. من الممكن تقدير مجهوداتهم في البروفات التي أنجزوها كل سبت بساحات العاصمة، وبعض المناطق الأخرى من البلاد.. ولكن لنقول أن لدينا معارضة لابد من تحقيق المرجعية والاستمرارية والشعبية.. وإلا فنحن نلعب لعبة "العُشة"، أو "ليلى والذئب"..

نشاط المعارضين في الجزائر محدود التواجد.. فنراه صفحاتٍ على الفايسبوك، أو مداخلاتٍ عبر الفضائيات التي تبث من لندن وباريس، بمعنى أن الانتماء مفتقد لدى هذه النخبة الفرانكفونية بالأخص.. والوعاء الشعبي المفترض لهؤلاء غير واثق بهم بالنظر إلى التجارب السابقة في تونس وليبيا ومصر وسوريا الآن.. فالتغيير أو ما يصطلح عليه امتدادا "الربيع العربي" تجاوزه الجزائريون في عهد "الشاذلي بن جديد" نهاية ثمانينات القرن الماضي، ودفعنا ضريبته في التسعينيات بعشرية حمراء وسوداء.
المعارضون الذي تركوا البلاد زمن الإرهاب لازالوا يضخمون الوضع المأساوي في الجزائر، رغم استتباب الأمن، وخطاباتهم الموجهة للجماهير تحمل أحيانا أكاذيب مُعلبة، محاولة منهم لبث الحماس في النفوس لأجل التغيير.. لكنها ستبقى محاولات فاشلة.. ما دامت لا تمت بصلة للواقع.. هنا لا ندعي أن الواقع جيد، والبلاد في فترة رخاء وازدهار.. ولكن نقصد "الانتماء" لابد أن يشعر المواطن البسيط الذي لا يذكره أحد، بأن هؤلاء النخبويين يمثلونه حقا من خلال حديثهم عن واقعه المعاش بالذات..
المنادون بالتغيير من داخل الجزائر، لا يَعْدون أن يكونوا من المترفين الذين لا يفهمون الشعب على حقيقته.. الشعب أخذ درسا قاسيا من التسعينيات ولا يريد العودة إليه.. وهذه هي فزاعة النظام التي لن تترك أي طائر يقترب من حقل حاسي مسعود أو قصر المرادية..
قلتها ولازلت أرددها.. التغيير تغيير ذهنيات.. الحديث عن تزوير كبير في هذه الانتخابات ليس دقيقا للغاية، فالشعب حقا اختار بوتفليقة، مادام عددهم 8 ملايين فقط من ضمن 39 مليون جزائري.. والمعارضة لن تنجح ما دامت معارضة ظرفية للانتخابات والأحداث الجارية في دول الجوار.. فأين "بركات" و"رفض" بعد 17 أفريل، وهل سيبقون ثابتين على مبادئهم؟؟ أم أنها مراهقة تبدأ على النات وتنتهي بعصا البوليس.      
بقلم / معمر عيساني.