لننعطف يسار الانتخابات..

      17 أفريل لن يتملص من كذبة أوّلِه.. "بوتفليقة" يُدفـَع دفعا لهلاك رسمي، أنصاف الرّجال الأربعة و"المَريّة" خامستهم.. يَعُون لعبتهم المحسومة مسبقا.. إنهم يشاركون لأجل عيون الكرسي المتوكئ على أكتاف شعب أنهكته التسعينات، وأوجعته دروسا في اكتساب الديمقراطية "المُعلّبة".. لا يَقـْدِر أيّ منهم على تولي الزمام بمعنى "السلطة".. فقط يريدون أن يأخذوا مكانا بين أرجل العُصبة المالكة لتركة فرنسا العجوز.. لا رحم الله "ديقول" الذي سلم البيضاء لثـُلّة من بني "الكومبا" الخضراء.

لا يمكننا أن نعتقد للحظة بأهلية أي من المرشحين الحاليين للانتخابات الرئاسية المُقبلة في الجزائر.. هم طالبو منصب لا غير.. والشعب يعرف هذا جيدا.. ولن ترى في ملتقياتهم الجماهيرية إلا المغفلين وذوي المصالح الضيقة.. كأن يتناولوا وجبة غداء على حساب "الكانديدا".. السياسة عندنا يا جماعة تفاهة لا تمت بصلة إلى النخبة، إنها نوع من "البزنسة" التي لا تراعي الظروف الإنسانية والمصلحة العامة.
المنادون بالعهدة الرابعة ليسوا حواريين يؤمنون بما يفعلون، مجرد تدبير لجيوبهم يُحتم بقاء المغفور له "بوتفليقة".. هذا الرئيس الذي منح للجزائر أقل مما أخذ.. ورغم ذلك يبقى الأفضل بالنظر إلى السلعة المعروضة في واجهة الطبقة السياسية في الوطن... ليس ببعيد أن يكون الرئيس على درجة من الخرف جعلته لا يفقه مدى الرفض الشعبي لاستمراريته، وضع صحي ونفسي لن يكفل له الإحاطة بمكر الحاشية، واللامحل منه إن بقي.. أمَا آن لهذا الفارس المكلوم أن يترجل؟؟
"بن فليس" هو الأوفر حظا إن توفي الرئيس "إكلينيا" أو حتى رئاسيا.. لأنه ابن النظام وحافظ سره، وله بالناهبين صلة رحم قوية لا تُقطع وإن جَفَوْا.. هذا المرشح لم ينسحب لا لشيء إلا لأنه قد يكون الفائز بالانتخابات بطريقة درامية تجعله مُنهيا للعهد الحالي، مُحصّلا على ثقة الشعب بجدارة.. حتما سيُصدق الكثيرون كلامه، ويجعلون له موقفا ضد العصبة المستولية على الحكم.. ليبدو في نظرهم بطلا قد طال انتظاره.. ولكن لابد من تذكر واقع الحال، وموئل الرجل ومآله "من السلطة وعلى الشعب".
"لويزة حنون" ما هي إلا فزاعة أمام منظمات حقوق الإنسان العالمية وزينة نبديها لمن ينادي بحقوق المرأة.. ونكتة تقول أن للمرأة حق المشاركة السياسية.. أحبائي لنكن واقعيين.. "حنون" ليست امرأة بالمعنى الأنثوي للكلمة.. كما أن حقوق المرأة في هذا البلد بالذات أضحت موضة قديمة.. الجديد الآن في الأسواق "حقوق الرجل".. يكفينا صندوق دعم الراغبات في الطلاق من الآخر..
"تواتي"، "بلعيد" ، و"رباعين" عفا الله عما سلف.. يستحقون أدوارهم مع الـ"سي مخلوف".. إخوتي، السياسة دعوها فإنها مُنتنة..
هذه الانتخابات لا تستحق حتى المقاطعة ليست حدثا يُذكر.. مجرد مَطَبّ ننعطف يساره لنكمل الوجه الأسود من كينونة هذا الشعب المتورط في وطنية دون انتماء.. و"ينعل بُو الّي يحبهم" حقا.. لن نستطيع تغيير نظام يواجه الربيع العربي بـ"الفليتوكس".. "إيييه يا هتلر راهم هَنّاوك في ذيك الرقده".. هذا يكفي..
                                                                                                             بقلم / معمر عيساني.  

تعليقات

الأكثر قراءة