الهانس في الدانس.. إيدك في الكلابش..

        أثارني الاشمئزاز حينما رأيت برنامجا إخباريا على قناة "العربية" طُرِحَت فيه قضية سيدة الكلابشات "دهب" التي ظهرت بإحدى الصور مُقيدة في سريرها بعد إنجابها لابنة أسمتها "حرية".. المشهد كان مستنكرا للغاية، إهانة حقيقية للمرأة وتعدي صارخ على حقوق الإنسان في هذه الدولة التي لم يعد بها أي وعي أو رشاد.. فحكم "السيسي" انطلق وإن لم يُعلن والبركة في "العسكر".. ويكفيها السجون ما تحمل من معتقلين لا ذنب لهم إلا التطلع لثورة لم تُأتِ أكلها رغم الدماء والدموع التي غرقت فيها شوارع أرض الكنانة ذات ربيع عربي حالم..


استضاف برنامج "العربية" زوج السجينة التي اعتـُقِلت ضمن حملة تعسفية من رجال الأمن.. وجاءها المخاض داخل الحجز، لتـُنقل إلى المستشفى.. وكما قال ممثل الأمن في ذات البرنامج، أنهم أحسنوا إذ أخذوها لتضع مولودها بظروف حسنة.. ـ لا أعرف نقيض كلامه ما هو؟؟ أيتركونها تموت دون مدّ يَدِ عون لها، حتى المواشي لا يصلح معها كلام المش مهندس ده ـ..


المقزز فيما شاهدت، "التعبئة" التي تعرض لها الزوج.. إذ أنه مدح جهاز الأمن وأثنى عليه للغاية، كأنما كانت زوجته مقيمة بفندق خمس نجوم، أو أنها تجاوزت عملية الولادة بإنجاز علمي جديد.. المرأة للأسف أجريت عليها عملية قيصرية لإنزال مولودها.. لا أعرف متى ينتهي هذا الكابوس المرعب.. نحن العرب لا نكف عن اضطهاد بعضنا والتنكيل بأنفسنا.. إن بأسنا لشديد فقط على الأخ وابن العم..
الأكيد أن الزوج المسكين تعرض لضغط شديد حتى يمتنع عن قول أي سوء اتجاه الأمن المصري، خاصة وأنه تم إطلاق سراح زوجته مؤقتا ريثما تستكمل إجراءات القضاء.. عسى أن تنعم "حرية" برضاعة طبيعية بعيدا عن سجون "السيسي" التي تلعنه أكثر من لعن جميع الدكتاتوريين السابقين الذين تولوا زمام هذه "المصر" التي لا يفلح بها إلا الراقصات والمهرجون والعاهرات والمنافقون وخدام تل أبيب وماسحو أحذية أمراء الخليج ورجال البيت الأبيض..
بقلم / معمر عيساني.

تعليقات

الأكثر قراءة