قضية حب

      لا بأس بإعلانها.. أنا أحب، صعبة ومحرجة وربما نوع من الترف.. أعرف! هذا ما يخالج نفس كل رجل متبرم من زوجته القابعة أمامه، أو حتى بحِمل من الماضي المثخن بغراميات فاشلة.. إذا ما سوّلت له عواطفه إعلان العصيان.. أحبتي نحن ظالمون.. جد مسرفين في ظلم أفئدتنا وأناسِي كثير.. وكثير حق عليه الشقاء في حياة العشق والفراق والخيانة والنسيان..

أدمَن بني آدم تحرر المُهج، وسطوة الغنج، واستباحة الفرج، وقالوا هو حُب لمن شاء وانتهج، وعلق الشعراء قصائد هيامهم بأشرف أمكنة الأرض "مكة"، وطافوا بها أقطارا وبحارا.. بل وطالوا الأفلاك، ولم يرقبوا إلاًّ ولا ذمة في وقيعة النساء، وأخاطوا تاريخ ممالكهم بآلاف الجواري، وفتحوا سجلاتهم وحبروها بفلسفاتهم المبللة بماء الشهوات..
الحب ذلك الشعور الزئبقي والمتعالي بسمو الروح، والمنحط بتركيبة الطين الجاثم على ملائكيتنا الغافية بعيدا عن وهج النزوة والغريزة.. مطلب يريده كل حي.. وقضية تأسر أي إنسي أو حتى جني.. لن نتحدث عن الحب الإلهي ولا الفطري اتجاه الوالدين أو من يحسن إلينا.. أو تلك الأصناف النمطية، بل سنشنّف آذاننا بحب النساء..
بحكم واقعنا "المحتلم" بعورات الخلق، بات من أهم القضايا ملامسة ليومياتنا "الحب".. هل تحب؟ وهل نال من قلبك نصيب من الحرقة والشوق؟؟ ولكن كيف تعرف الحب؟؟ أي تعريف نتبجح به لن يقارب الحقيقة مطلقا.. لأنه في العالم المثالي قصة وردية وحلم جميل.. لكن في الواقع لون أحمر وزفرات وتنهدات من غير وعي..
والأكثر إحراجا بحثنا عن نهاية المطاف رفقة هذا الرفيق.. هل ستحب تلك المرأة لأجل الزواج؟؟
معمر عيساني.