البُرقع.. السحر القادم من الشرق


يعتقد البعض بوجوبه، ويجزم الآخرون على أنه تراث لا غير.. النقاب، أو البُرقع ذلك الغطاء الذي يستر وجه الحسناء ويترك لعينيها سُبل الغواية.. ويضمر أهلوه الستر والعفاف.. هل بدا منه سوءة أو إجحاف لِحَق الغض.. أم أنه محض التواء وتحايل على قانون العرض والطلب في سوق النخاسة.

يُبدي أحد الأصدقاء امتعاضه الممزوج بنوع من الافتتان لدى وقوعه في موقف ساخن مع إحدى المُتجلببات.. فيقول أنه حين الانتظار في قاعة العلاج لدور زوجته التي اصطحبها معه إلى الطبيبة.. دخلت إحدى النساء اللواتي يرتدين برقعا أسودا على وجهها الأبيض الناصع.. وراحت تطلق العنان لبصرها اتجاهه دون أي اعتبار لزوجته التي تلازمه في رواق القاعة.. ولم ينته هذا الفيلم إلا بخروجه من القاعة..
من العيب الحديث عن قضية مثل هذه.. ولكن لابد من كشف الحجب عنها حتى لا تبقى في الخفاء.. البعض يثق بابنته أو زوجته أو أخته بمجرد ارتدائها للباس شرعي ساتر.. فهل هذا يكفي؟ طبعا لا.. الآن من السائد انتشار فضائح السلفيين والمتجلببات في حالات الضبط بالفعل المخل بالحياء في الجامعات والأسواق وغيرها.. فأين المظهر من الجوهر.. وأين حقيقة التدين من أزيائه؟
نحن لا نقصد طائفة بعينها.. ولا ننتقد أي لباس.. ولكن نحلل ونناقش.. البُرقع في الجزائر قد يمت بصلة إلى "العِجار" الذي يلحق "الحايك" في القديم.. وهي من الألبسة النسوية التقليدية في البلد.. وإن كان هناك اختلاف في النهج التاريخي له.. وبين الماضي والحاضر فرق شاسع..
ستر الوجه كان من خير ما تحتذي به المرأة في ملبسها.. أما الآن فهو نوع من التمويه عما يحدث من فساد.. كثير من ناقصات الشرف يغطين وجوههن حتى لا يعرفن لدى العامة وهن يفعلن الأفاعيل.. إذ من الطبيعي جدا أن تجد امرأة تستر وجهها وهي تلبس حجابا ـ عباية ـ ضيقة تكاد تتمزق، تبرز كل جسدها بوحشية؟؟
هو ليس تناقضا بل سياسة جديدة في عفن النساء البواغي.. هذا عن "العجار" كما يسمى في الجزائر.. مر الزمن وانتقلت لنا عقلية المشرق بمختلف المسلسلات التي تغزوا الفضائيات العربية.. ومع المد السلفي وحتى الشيعي.. وبدخول آلاف السوريات اللاجئات هربا من الحرب الأهلية في بلادهم.. أصبحت شوارعنا لا تخلو من نساء يرتدين البرقع..
عيونهن مكتحلات بأسود يليق ببياض الوجه المتخفي، وسواد الملبس وأناقة المَمشى.. وكأنها دعوة للفجور بتزكية دينية.. يصِـلن بأبصارهن لمأخذ الفتن، دون أي اهتمام أو تفكير في هوية ما يلبسن.. لنصل إلى نتيجة حتمية مؤسفة: البرقع موضة مُستحدثة في سوق النخاسة.
لن نحكم على اللباس بمرتديه أبدا.. فالحجاب الشرعي للمرأة من تمامه ستر الوجه فهو أول ما يلفت الأنظار إليها.. ولكن قد نعيد النظر ألف مرة إذا ما أردنا إلزام من هن تحت ولايتنا بارتداء الجلباب والبرقع.. فقد يدخلن في فئة المشبوهات دون علم.. فنترك الالتزام خوفا من التشبه بالفاجرات؟ 
بقلم / معمر عيساني.

تعليقات

  1. سفيان22/4/13

    المشكلة ياأخي أن بعض الناس يغفلون عن تربية بناتهم وهن صغار ويتركونهن عرضة للمسلسلات والأفلام فتتربى هذه البنت على أخلاق سيئة وعندما تكبر وتبدأ مفاتنها بالظهور تتحرك الرجولة المزعومة في والدها أو في أخيها فيلزمها بالحجاب وحتى بالنقاب ظنا منه أنه بذلك قد طبق شرع الله وستر ابنته.ونسي طبعا أن تطبيق شرع الله يكون بالتربية الحسنة للأولاد وإقناعهم بدينهم بطريقة جميلة.ومن هنا نرى هذا التناقض الحاصل اليوم بين المظهر والمخبر نسأل الله السلامة والعافية

    ردحذف
    الردود
    1. كأنها رجولة متأخرة ومحالة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الشرف..
      كما قلت التنشئة أساس في سلامة المرأة حين كبرها من كل ما يلوث عفتها شكلا ومضمونا.

      حذف
  2. النقاب واجب على كل امراة

    ردحذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة