أنت أغلى يا تلمسان مما كان..


اُختتِم "كرنفال" تلمسان عاصمة الثقافة "اللاإسلامية".. ولقد كان كذلك حقا.. فلم يشهد الحدث أثرا حضاريا باستثناء الرقص والتهريج والصراخ.. بل وخاتمته "زفت"! أوركسترا غنائية "وقحة" تجمع عددا من الشباب والفتيات شبه العاريات، وينشدون قصائد في حب نبي براء منهم ومن تراهاتهم..

  لم تتوانَ وزارة الثقافة في تسطير برنامج "غير واع" لتظاهرة عربية كان من المفترض أن تجاوز حدود الزمان والمكان بأرض تلمسان.. لكنها سَنَة مرت من هدر المال العام، والضحك على ذقون المواطنين، دون إيصال معنى حقيقةٍ تسمى "ثقافة إسلامية"..
أسابيع للرقص الشعبي، وولائم البذخ، طمست معالم الدولة "الزيانية" في جو "علماني" خلط الدين بالفلكلور الشعبي، جاعلا من الإسلام لباسا ومسرحيات "فاشلة"، ومختزلا لعظمته في أروقة المعارض، وباحات الفنادق..
تلمسان.. أنتَ إذا زرتها أحسست بالحضارة حقا.. واستنشقت من أزقتها عبير التاريخ، ونسائم الرجال الذين مروا بأرضها ذات زمان.. وتتلمس في سكانها بسمة اللقاء، وبساطة التعامل، وألفة التعايش معهم.. وزدت تأكدا أنها مدينة تستحق أن تكون عاصمة للثقافة الإسلامية بحق طوال سنين الدهر، وليس لسنة واحدة تمر دون رجعة..
ورغم بعض ما يسوء فيها.. من مظاهر لم تتردد في دخول هذه المدينة كما دخلت سائر مدن الأرض.. من خلاعة في ملبس النساء، وابتعاد عن قيم الدين، واتجاه مُريب نحو التحضر الأوروبي اللامتدين.. إلا أنها تفسح المجال لك واسعا لتتمتع بالسياحة الفريدة.. وكأنها خارج نطاق الجزائر، وأوسع منه بكثير لتشمل بلاد المغرب العربي.. وقل إن شئت العرب بأسرهم..
هنا.. أردت أن ألمّح لرفعة تلمسان وترفعها عما كان.. من رويضبة قوم جعلوها عاصمة كاريكاتيرية لا إسلامية.. هي دعوة أخرى للاقتراب أكثر من روح المدينة، ومجاورة حكاياتها ويومياتها، ربما بزيارات متجددة إليها، أو تقليب صفحات النات بصورها، وأسطرٍ من تاريخها.. للوقوف على هذه القطعة النادرة، وهي شامخة شموخ الإسلام في حاضرته..
بقلم / معمر عيساني 

تعليقات

  1. سفيان9/5/12

    وماذا تنتظر من وزارة ترأسها خليدة تومي
    فالمثل يقول كل إناء بما فيه ينضح وخليدة لاتجيد إلا الرقص ...
    ونحن لانلوم خليدة بقدر مانلوم من وضعها في هذا المنصب.
    فإلى متى يبقى تعيين المسؤولين عندنا يخضع للحسابات الضيقة دون أدنى مراعاة للكفاءة؟؟؟

    ردحذف
  2. غير معرف9/5/12

    تلمسان مهما أطلنا الطوافا * إليك تلمسان ننهي المطافا

    صحيح معمر.. أوافقك الرأي فلم يشهد الحدث أثرا راقيا
    كان من الأجدر توزيع تلك الأموال على من هم في غنى عن الرقص والتهريج

    ردحذف
  3. الوزارة مشهود لها بالبراعة في الرقص والتهريج يا سفيان
    ربما لابد أن ننصف المسؤولة عنها..
    فهي على الأقل اجتهدت في تحقيق بغيتها من المنصب
    أما نحن
    يعني الشعب فماذا فعلنا غير التصفيق
    أصبحت أومن بضرورة تقدير مسؤولينا لأنهم يستطيعون قيادتنا مثل القطعان
    يا لها من كفاءة يفخر بها بعض مسؤولينا؟؟

    ردحذف
  4. لقد ضاعت الاموال وضاعت معها الآمال..
    ولكن تبقى تلمسان شامخة شموخ التاريخ

    ردحذف
  5. سفيان13/5/12

    أنا أعتبر أبناء شعبنا مساكين لأن النظام هو الذي حولهم إلى مجرد دمى للتصفيق وأنا لاألومهم طبعا ولكن أوجه كل لومي إلى الطبقة المثقفة عندنا أو التي من المفروض أنها مثقفة وأقصد بذلك طلاب الجامعات والذين أصبحنا لانفرق بينهم وبين الصعاليك سواء في ملبسهم أو في تفكيرهم أو في كلامهم او في طموحاتهم وآمالهم...

    ردحذف
  6. عفا الله عما سلف...
    لا توجد عندنا طبقة مثقفة أصلا يا سفينا..
    بدلة سوداء، وربطة عنق تزن 2كيلو.. وحذاء طوييييل
    ويكفي تصفيق 3 او 4 رعيان.. ويكتمل المشهد..

    ردحذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة