هل ستنتخب؟


الانتخابات التشريعية في الجزائر على الأبواب، و"قـُطعان" الأحزاب السياسية بدأت مرحلة التسخين.. والنظام الحالي فهم أبجديات عصر الثورات العربية، ففتح أبوابا أخرى لأطياف سياسية جديدة أشبه بعرائس "الڤراڤوز".. ومع كل هذا يعلن المواطن كفره بهذه الطقوس المُشبّهة بالديمقراطية.. ما يجعل الـ10 من ماي القادم سخافة من سخافات بلاد "ميكي".   
يمكننا أن نصل إلى نتيجة حتمية في الواقع الجزائري، وهي أن الأزمة قد تجاوزت النظام المحدود في بوتفليقة وأويحيى وأقطاب جبهة التحرير.. إلى فئات متنامية من الشعب "المُسَيّس"، الذي بات يقتات على مآسي الفقراء، وينهب ثروات البلاد بلا رقيب ولا حسيب..
الأحزاب المتنافسة والتي ترفع شعار التغيير ليست مؤهلة أصلا للسير بالشعب إلى مرحلة انتقالية أخرى.. وبغض النظر عن الكفاءات المزعومة لمنتسبي هذه المجموعات التي تدعي ممارسة السياسة.. فإنها في النهاية "حشيشه طالبه معيشه".. فمنذ تشكّل الصورة "المُدَمْرَقـَطـَة" في البلاد لازلنا نرى نفس الوجوه.. "لويزة حنون"، "سعيد سعدي" و"جاب الله" و"بلخادم" و"أويحي" وبقية الشلة في مدرسة المشاغبين في العاصمة..
ثم لابد من التسليم بعدم وجود مفهوم حقيقي للديمقراطية، فجل الراغبين في الدخول للبرلمان لا يهمهم تحديد الاتجاه السياسي الخاص بهم، ولا يكلفون نفسهم عناء الالتحاق بحزب إسلامي أو ليبرالي، أو معارض أو موالي.. فقط ما يهم المترشح نسبة إمكانية الفوز بالمقعد والجثوم على رقاب المواطنين بحجة التمثيل النيابي..
كان لي بعض المحادثات مع بعض أصحاب الطموح في الانتخابات التشريعية وحتى المحلية، فلم ألمس منهم غير الرغبة في تحقيق المكاسب الخاصة دون التفكير للحظة في شيء اسمه "المواطن".. هذا إن قلنا أنه "شيء".. نائب آخر وهو موجود الآن في البرلمان المنتهية عهدته قريبا، يصفه أحد زملائه فيقول أن برنامج حضرة هذا النائب يتلخص في تغيير السيارات لابنه، وبناء الفيلات على شاطئ إحدى الولايات الساحلية، كما يمكن إضافة بند آخر في برنامج هذا "النااائب" وهو زيادة الرصيد المالي بما يكتسبه من عرق جبينه في "التشيبه" و"التشيات" وهي من عقيدة الإدارة والسياسة في البلد.
طبعا لا يمكنني عرض المسار "الوظيفي" لمؤسسة البرلمان الجزائري، فالصحف الوطنية بصفحاتها المَحبّرة بفضائح عُصبة اللصوص الموجودة تحت قبته، تكفي للاقتناع بعدم الجدوى من وجوده.. فحتى لو كانت الانتخابات نزيهة فالمحصول "رديء" غير قابل للهضم.. فأسطوانة الخوف من التزوير، واحتكار الـ "fln" والـ "rnd"  للمشهد السياسي في الوطن قديمة وغير مفيدة.. ما دام البديل مهزلة.
يمازحني أحد الزملاء فيقول أن حزب "أويحيى" يَأكل ويُأكِل، أما بقية الأحزاب وخاصة من يدعي منها الانتماء الإسلامي فلا تحصل منها على شيء؟؟ حسنا لست منتسبا لأي حزب.. كما أني لا أهتم أساسا بخرافات وتراهات مُدمني المصالح الشخصية والرشوة والمحسوبية و"المعريفه"..
 مع كل ما ذكرت.. هل ستنتخب أخي القارئ؟؟ هل ستكلف نفسك عناء الاستيقاظ باكرا والذهاب إلى مركز الاقتراع، الذي سيكون حتما مدرستك التي درست بها منذ سنوات.. تلك المدرسة التي لقنوك فيها مبادئ الوطنية وتاريخ الثورة ورجالها.. هل ستجمع كل تلك الذكريات، وتضعها في ظرف الانتخاب.. أم أنك ستختار مرشحا من مرشحي "لويزة حنون" و"جاب الله" و"أبو جرة سلطاني" والأربعين حرامي..
أمّا أنا فمخير بين أمرين.. إما تمضية الـ10 من ماي في النوم والتسكع على صفحات الإنترنت ما دام يوم عطلة، أو الذهاب إلى الانتخاب بوضع ظرف فارغ.. هذا ما أفكر فيه لحد الآن.. وإن ظهر في الساحة من يستحق التصويت عليه، فلن أبخله بورقة لا محل لها من الإعراب في انتخابات "مبنية للمجهول"...
بقلم / معمر عيساني

تعليقات

  1. سفيان26/2/12

    ياأخي لاتقل بلاد ميكي ولكن حكومة ميكي
    لأن بلادنا بلاد خير لكن أولاد الكلب جعلونا نراها أسوأ من جهنم...
    في الحقيقة ياأخي لم يبق لنا إلا أن ندعو الله عز وجل أن يقيض لنا من يخرجنا مما نحن فيه.....

    ردحذف
  2. صنمٌ جديد في بلادي ينبغي أن يُعبد اليوم، وقد كثُر رسُلُه، اسمه انتخابات. لو آمنت بهذا مع ما نحن فيه فقد أعجن بعض التمر عموديا و أعبده..
    قال أحد رسل الصنم، لقد لقّنا العالم دروسا في و في و في.. وسبقناهم... مهلا، أدري عمّ تتكلم، الدرس الوحيد الذي لقنّاه للعالم واليوم كثير يفهمونه، أن العسكر إن حكموا بلادا نحّوا لها جدّها من لغاليغو..
    أحييك على وضوح الفكر أخي معمر واعذر ثرثرتي

    ردحذف
  3. أخي سفيا قد أوافقك في تصويبك اللفظي.. ولكن أولاد الكلب الذين ذكرتهم هم نفسهم أولاد الشعب؟؟

    ردحذف
  4. أخي باسم فتح مكة على الأبواب فاستعد لكسر كل أصنامك..

    ردحذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة