من الصعب أن تنجح الثورة في مصر!
عادت
المواجهات من جديد إلى الساحة المصرية، أكثر من 33 قتيل، ومئات الجرحى في أقل من
72 ساعة، والمطلب هذه المرة: تنحي "العسكر" عن حكم البلد، وعودة الثورة
إلى مسارها التصحيحي.. ولكن السؤال الكبير الذي لابد أن يطرحه المصريون على أنفسهم
قبل التحرك: هل يمكن أن تنجح هذه الثورة أصلا في إرجاع الحكم إلى أيد وطنية؟ وهل
يستطيع شباب الثورة التخلص من الوصاية التاريخية من الغرب على دفة السياسة هناك؟؟
يمكننا القول
أن شبه الانتفاضة الحالية في ميدان التحرير في القاهرة، وبعض المحافظات المصرية تأكيد
على أن تنحي الخنزير "حسني مبارك" عن الحكم منذ أشهر، ليس إلا نقطة
البداية في الكفاح المصري لاستعادة السيادة، فالحالة المصرية في نظري وعلى عكس
باقي التجارب العربية في الربيع العربي، تخضع للظروف الدولية الراهنة، والإملاءات
الإقليمية الضاغطة.. طبعا بلد مثل مصر لم يكن ليحكمه رجل واحد كـ"حسن
مبارك"، بل وراءه ترسانة كاملة من رجال الظل.. أولئك هم من يسيرون مصر الآن،
من وراء المجلس العسكري.. الذي يعتبر بطريقة أو بأخرى طرفا في ذلك الطابور
"الخفي".
إسرائيل
وأمريكا والغرب، والصراع العربي الصهيوني، والحرب "المنطقية" بين
الإسلام والصليبية، والثقافة "المصراوية" و"دسائسها" وأثرها
في تشكيل العقل "العروبي"،وجميع الأفكار الوَحدوية والقومية
واللإسلاماوية، وحتى المؤامرات والمصالح تلتقي في مصر.. فهي مربط الفرس في الوجود
العربي، وهي إما الدافع إلى الأمام أو المثبط إلى الخلف.. بحكم التاريخ والفكر
وحتى الجغرافيا..
إذن من الصعب
التفكير في أن المتظاهرين الذين يحرقون إطارات السيارات، ومخافر الشرطة، سيرثون كل
هذه التركة الكبيرة بمنتهى البساطة، أما البديل المنتظر والذي سيدير البلد لن يكون
إلا على مقاس جميع تلك المعطيات التي ذكرتها آنفا وحتى التي لم أذكرها..
هذا هو الواقع.. أما المأمول فهو مرجو على أيدي
النخبة المصرية، وزبدتها الإخوان المسلمون، الذين يعتبرون الأمل في عودة مصر إلى
ريادة العرب في نهضتهم، وتحريرهم من تبعية الغرب، وكذا تحرير الأقصى من براثن
العدو الصهيوني.. المشوار طويل وصعب جدا.. لكن نهايته لابد أن تكون مشرقة..
تحياتي
للأحرار في مصر.. رجال الدين قبل الدنيا..
بقلم / معمر عيساني
اقدم لكم أجمل التهاني والتبريكات بمناسبة ذكرى رأس السنة الهجرية الجديدة فعــام مــــبارك ســـــعيد ، علينا وعليكم شـهيد ، وكل عام وأنتم ونحن بألف ألف خير ،
ردحذفوعامك أسعد أخي محمد ملوك
ردحذف