عائلات الشهداء في الجزائر تدفع ضريبة الوطنية في زمن الحرية!


شاهدت منذ فترة على شاشة mbc ريبورتاجا عن امرأة عجوز شاركت في الثورة الجزائرية، تعرضت للتعذيب واستشهد زوجها في القتال، وبقيت لوحدها تكافح من أجل البقاء في بيت قصديري في أعالي "الأوراس" شرق الجزائر، رفقة أخ كهل ومعوق حركيا.. بمستوى معيشي لا يليق بامرأة، فما أدراكم بعجوز مجاهدة وأرملة شهيد؟؟
ونحن في رحاب الاحتفال بذكرى اندلاع الثورة التحريرية فاتح نوفمبر 1954م، يشدنا الفضول لنبش بعض الملفات الحساسة في الجزائر.. المجاهدون وأبناء الشهداء؟؟ أين هم؟؟
للأسف لا تخلو الصحافة الوطنية من التشكيك بالمسار الثوري لقائمة طويلة من المحسوبين على أصحاب الفضل في تحرير التراب الجزائري من حثالة المحتل الفرنسي.. كما جمعتني أحاديث صريحة للغاية مع عدد من سكان الشرق الجزائري، أبدوا امتعاضهم من انتقال السلطة في الجزائر إلى أيد لا تستحقها أصلا، ويقصدون بذلك حاشية الرؤساء المتعاقبين على حكم البلد..
أبناء الشرق والشاوية والأمازيغ بالأخص على غرار باقي الجزائريين، غير راضين على عبث وزارة المجاهدين في تأريخ جهاد عدد من الأسماء قد يكونون في حقيقتهم "حركى" أي خونة! هذه الحقائق المؤلمة جدا لأهالي كل من ضحى بنفسه لأجل الوطن أولا ولنا ثانيا معروفة وغير خافية حتى على الرئيس بوتفليقة.. ولكن لماذا يحدث هذا؟؟
لن نكون مثل النعامة ندك رؤوسنا في الرمال، ونحمل الرئيس مسؤولية ما يحدث كعادة الضعفاء.. فالجاني الأول الوزارة الوصية على هذه القضية، وهي وزارة المجاهدين، بغض النظر عن انطوائها تحت مسؤولية الرئيس.. فهنا ندخل في متاهات سياسية وتداخل في الصلاحيات لا مخرج له؟؟.. كذلك المجاهدون أنفسهم.. فمنهم من استغنى بما دره الاستقلال عليه من غنائم فتناسى إخوته في الكفاح.. ولم يكلف نفسه عناء النيابة عن الشهداء للمرافعة عن حق ذويهم..
الاحتفال بذكرى اندلاع الثورة المجيدة لا يكفي. إذ لابد من الاهتمام أكثر بالمجاهدين المغمورين في أرياف مدننا وصحاري جنوبنا الواسع.. كما لا يجوز احتكار فئة واحدة لمستحقات وزارة المجاهدين دون استفادة عدد من أرامل ويتامى الشهداء منها.. وهنا أناشد جميع من يملك زمام الأمور في الوزارة الوصية، وسائر الطاقم الحكومي وعلى رأسه سيادة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أن يلتفتوا لمعاناة هذه الفئة المغلوب على أمرها، والتي هُضمت جميع حقوقها منذ الاستقلال.. فأقل شكر لمن استشهد في سبيل هذا الوطن أن نحفظ كرامة زوجته وأبنائه.
بقلم / معمر عيساني

تعليقات

الأكثر قراءة