أنا أحب أمريكا...


مر عقد من الزمن على أحداث الـ11 من سبتمبر.. ومرت كل تلك الحروب.. وتناسينا كل الموتى في كابل وتورابورا والفلوجة وغزة والضاحية الجنوبية بلبنان.. وذهب "بوش" وأتى "أوباما".. ووصلنا زمن الثورات العربية..
كان لسقوط برجَي التجارة العالمية في "مانهاتن" الأثر الكبير في صياغة عشر سنوات من المذلة والهوان لقبائل العرب في الخليج والشام وشمال إفريقيا.. وتأذى المنتسبون للإسلام من كل تلك التهم التي أصبحت تلتصق بهم جزافا دون حق.. وتملّكت أمريكا بداية القرن الواحد والعشرين بكل جدارة.. ليكون المشهد الأخير ـ كما يُعتقد ـ مقتل المطلوب الأول في الأحداث: "أسامة بن لادن"..

أمريكا.. كرِهَها الكثيرون ممن يتثاءبون مبادئ القومية وقيم "الإسلامولِحى".. وغامر عدد ممن تغابى وتجاهل سلطة الواقع وأقحم نفسه في عداء "مجاني" معها.. واجتهد كل واحد في الاستفادة منها.. إما بكسب رضاها، وإما بانتهاز العاطفيين من ذوي الحَميّة وزجّهم في حرب عصابات لا محل لها من الإعراب.
أمريكا لم تكن في حاجة لذريعة للدخول في حرب ضد العرب والمسلمين.. ولهذا دبّر الموساد عمليات الـ11 من سبتمبر لدفع واشنطن صوب العدوان على الأرض والعباد لصالح اليهود.. قد تكون هذه المعلومات محض تكهن لكنها منطقية بمراجعة كل ما حدث ذلك اليوم وما تلاه من الزمن..
عشر سنوات من "فوبيا" الإرهاب أنهكت المسلمين وضيقت عليهم كثيرا.. لكن رغم ذلك أصبح الإسلام أكثر قوة مما كان عليه.. هذا الدين زاد انتشارا.. وعمّم الله نوره في كثير من البقاع.. وتحولت الحملات الصليبية ضده لناطق رسمي بجلال شريعته، وتعرف عليه كثير ممن كان يجهل دعوته..

عشر سنوات من القمع، والدعم للأنظمة الدكتاتورية الموالية للغرب مرت، ولم تأت إلا بثورات عاتية اقتلعت العملاء من الأرض وألقت بهم في مزابل الهوان.. أظن أن النظرة السوداوية التي أحاطت بالعرب وأفقدت الأمل في بعثهم.. لم تكن صادقة لأن الأمر ليس أصلا بأيديهم.. وليس بيد أي مسؤول ولا دولة.. إنما هو الله الذي يملك الدنيا وما عليها.. لست متصوفا في مقالي.. بل هي نبرة الواقع.. الشعوب العربية في وقت مضى كانت مستعدة لثورات أعنف وأشمل لما مرت به من ظروف تفجِّر القلوب قبل الحناجر بكل ما كانت تتعرض له الأمة من مذلة وهوان على يد الغرب بعون العملاء من القادة "العـر...ب".. لكنها لم تحرك ساكنا واكتفت بالسبات، والأبرياء يستشهدون في الفلوجة وغزة والضاحية الجنوبية.. ولكن عندما تصل اللحظة التي يريدها الله للتغيير.. يحصل التغيير.. ومن يظن أن عربة الخضر التي كان يملكها البوعزيزي هي من غيرت العرب.. فليراجع نفسه إلى أي صنف من الثدييات ينتسب..؟؟ 

هؤلاء يسجدون لملابس نسائية.. ماذا لو كن نساء حقيقيات

أمريكا.. أكبر من خمسة كهول ملثمون.. يلبسون قمصانا رثة، يحملون أسلحة "كرتونية".. وخلفهم راية سوداء مكتوب عليها شهادة التوحيد.. ويصورن فيديو يهددون فيه أمريكا.. هههه.. صعب أن أصدق انتساب هؤلاء الحمقى للإسلام.. دعونا من فانتازيا عصور الجاهلية.. ولنبادر بالسؤال ماذا قدمنا للعالم حتى نعادي من قدم لنا كل شيء حتى المناديل الورقية.. لست مبهورا "بالمادة".. ولنترك فلسفة "السعادة الروحية" جانبا.. وعلينا ـ نحن المسلمين ـ أن نكون أول من يفهم معنى الإعمار في الأرض.. وهو ما سار عليه السلف صدر الإسلام وما لحق به من عصر بني أمية وبني العباس..
العداء لأمريكا وجهة خاطئة لتفكيرنا.. فالأصح محاولة التطوير من الداخل.. فلو كنا على قدر من القوة لما طمع فينا القاصي والداني.. ولما تهافت اليهود علينا لفك عُرانا.. ولو احترمنا أنفسنا بعض الاحترام فقط لِما حبانا الله به من دين وتاريخ لاحترمتنا أمريكا وسائر الغرب.. فهم في النهاية بشر.. وليسوا كائنات فضائية.. هم بشر لا ينفكون أن يكونوا في ذمتنا.. نحن المسلمين.. أم أن تعاقب سنين الهوان أنسانا من نكون؟؟
بقلم / معمر عيساني



تعليقات

  1. السّلامُ عليكُـم أخي معمّر..

    و دخُول مدرسي مُوفّق و ميمُون إن شاء الله..

    و.. "يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون * هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون"

    هكذا الحالُ إذاً..!

    انقلبَ السّـِـحـرُ على السّـاحـِـر..!

    و لن يـُـفـلـحَ السّاحرُ حيثُ أتى.. بإذن الله..

    إنها الحقيقة التي لم يفهمها و لم يُدركها أعداء أمّة الإسلام بعد..؟؟

    و أنهم مهما بلغُوا و تفنّنوا في نصب المكائد.. و حبك المؤامرات.. ليطفؤوا نورَ الله.. و يُثنوا رسالة دين الحقّ.. منَ المُضيّ في طريقها الذي أراده الله لها.. حتى تغمُر سائر الأرض.. بأسمَى معانيها العظيمة.. فلن يُفلحُوا في ثنيها.. أو محوها.. أو إلحاق الضّرر بها.. سِوَى أذى..

    ----------------------------

    أما عن هته الأحداث على وجه الخصُوص.. فقد وجدَ الإسلامُ نفسه معَ الغرب.. يغرق في دوّامة.. و في حلقة مُفرغة.. منَ المُشاحنات.. و من الأفعال.. و ردُود الأفعال اللامُتناهية... الله وحدهُ الأعلم.. بالسّبيل إلى الخروج منهـا...

    و برأيي.. لا أرى من مخرج من كُل ذلك.. و للراغبين في رؤية كوكبهم يعيش و يحيي في أمن و سلام..!

    سِوَى بوضـع البنادق جانباً.. و الإحتكام إلى الحوار السّلمي الهادف.. ليفهمَ كُلّ طرف منَ المُعادلة الصّعبة.. الطرف و الجانب الآخر على نحو صحيح.. مفهُوم.. و جيّد....

    -----------------------------

    لي عَودة إلى جديد مواضيعك القيّمة بإذن الله..

    و في حفظ الرّحمان.

    ردحذف
  2. الحل هو الإسلام.. مقولة تغنينا بها منذ زمن..
    ولكن.. متى يكون الحل لدى المسلمين؟؟؟

    ردحذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة