لماذا اتفق العرب على القذافي؟؟
من النادر اجتماع رأي العرب على أمر
واحد.. وإن كان فقد شغل ذهني كثيرا توافقهم الأخير على بدأ حرب "عالمية"
ضد "القذافي" زعيم ليبيا..
وبحجة حماية الليبيين، بدأت صواريخ
"التوماهوك" تدك رؤوس المدنيين في مشهد يذكرنا كثيرا بمسلسل العراق
2003م.. ولحد الساعة لم يسقط نظام "القذاذفة" ولم ينجح الثوار في تحرير
أرض عمر المختار!!
كان "معمر القذافي" عسكريا
في مواجهة معارضيه.. ولم يترك لهم فسحة من الحوار فبادلهم القتال، وعاث السلاح في
ليبيا فسادا.. وراحت أرقام الضحايا تتزايد، مما أنذر العالم بحرب أهلية بشمال
إفريقيا.. فتحرك بمواقف رافضة لسياسة "القذافي" ليتطور الأمر كما يعرف
الجميع إلى حظر جوي أتى بنار من السماء تضيء ليل "طرابلس"
و"العزيزية" وسائر البلاد.. ورغم القصد المعلن من الضربات الجوية وهو
تحطيم القوة "القذافية"، إلا أن أغلب القتلى كانوا أبرياء، ذنبهم الوحيد
أنهم يعيشون بليبيا..
والمشكلة أن المعارضة ادعت أن القتلى
كانوا على يد "القذافي" وأنه حاول شراء ذمم الغرب بجثثهم..! إلا أن هذه
المعارضة على ما تبذله من تضحيات لأجل غرضها المقدس.. يعني "الحرية"..
تناست أنها تستعين بمن امتهن قتل المسلمين منذ حرب الخليج ـ بالمنظور القريب ـ ..
وأن القضية إنما هي مجرد انتهاز فرصة سانحة لفتح جبهة قتال جديدة ضد العرب
والمسلمين..
"صدقنا
القذافي وهو كذوب" عندما وصف الحرب عليه بالصليبية.. فهي فصل آخر لهذه
الحرب.. أخذ شكلا إنسانيا كاذبا.. وإلا فأين كان مجلس الأمن وفرنسا ومن خلفِها
أوروبا، ولا ننسى أمريكا، عندما كانت إسرائيل تقتّل أبناء فلسطين وغزة بالأخص،
ولبنان وضاحيتها الجنوبية..؟؟؟ لماذا لم تتعرض "تل أبيب" لحظر جوي؟؟
لماذا لم يتفق العرب على نصرة أطفال ونساء فلسطين ولبنان؟؟ لماذا لم ترسل "قطر"
طائراتها؟؟ لماذا لم يوقظ أمراء الخليج "درع جزيرتهم" كما فعلوا في
البحرين، لنصرة المستضعفين الذين أحرقهم الصهاينة والأمريكان في القدس وبغداد؟؟
لابد أن الظرف الذي يمر به "رؤوس"
أنظمة الفساد العربية جعلهم كعادتهم يستَجْدُون الرحمة من الغرب بمطاوعة رغباتهم،
والتضحية بدولة عربية أخرى لإرضاء واشنطن وباريس وأخواتها.. فهم من جديد يريدون
الحفاظ على مواقعهم "النتنة" في وجه ثورات التغيير الشعبية بـ "عكازات"
من الغرب.. ولكن هذه"العكازات" الهشّة لن تصمد طويلا أمام "تسونامي"
التغيير العربي الذي سيأتي على كل خائن وزنديق يعبث بأرواح المسلمين ومصائر
بلدانهم..
ثورة ليبيا.. نقطة أخرى على مسار
التغيير العربي.. لستُ ضد الثوار.. ولا يمكنني أن أكون مساندا
"للقذافي"، وإن كنت "متفهّما" لأفعاله بشكل نسبي ـ وقد أشرح
هذا لاحقا ـ.. إلا أن الذي يستوقف كل "عربي" ـ كما أسلفت الذكر ـ توافق
العرب في مثل هذه المرحلة، وتخاذلهم السافر في مراحل سابقة.... هؤلاء هم العرب
دائما!!!!!!!!!
بقلم / معمر عيساني
تعودنا أن نسفك دماءنا بأيدي الأعداء
ردحذفلا تستغرب سيدي لما يحدث
والمصيبة أننا لا نعتبر أبدا
حلاوة الكلمة في تجلي الموقف
لك كل الود
الحره
وما العمل؟ هل علينا أن ننتظر العرب ليتدخلوا بدلا من الناتو؟!
ردحذف