الجنس على الأرصفة!



كنت ذات مساء سائرا رفقة قريب لي، أحترمه أشد الاحترام.. وبينما نحن نمشي وندردش، رأينا شلة من الشباب مجتمعين حول صديقٍ لهم على الرصيف، وكلهم في حالة من التركيز والانتباه، مهتمون بأمر ما وكأن على رؤوسهم الطير!.. 

وسرعان ما قادني المسير لأمُرّ بمحاذاتهم رفقة قريبي.. لتكون المفاجأة!! هؤلاء الشباب كانوا في حلقة ليست للذكر أو التناصح، وإنما لمشاهدة فيديو إباحي على هاتف زميلهم.. كيف عرفت؟ سؤال وجيه، وإحراج كبير.. إذ وبمجرد اقترابي منهم سمعت صوت امرأة وهي في سكرات.....!!! تعرفون البقية، آهات وأنين يرافق عملية الــ......!!!
الموقف جعلني أموت خجلا من قريبي الذي كنت معه، وهو الذي أحترمه جدا.. فكيف بي أسمع تلك الآهات وهو معي!! طبعا تمالكت نفسي وواصلت المسير رفقته وكأن شيئا لم يكن.. رغم علمي بما كان من "وجع".. في الهاتف... فالتجاهل في مثل هذه الظروف ضروري جدا..
المشكل: ماذا لو كنت رفقة قريبة لي؟.. بل ربما رفقة أمي؟؟؟ الموقف ليس حكرا علي فقط.. وإنما يمكن لأي شخص الوقوع فيه.. لا أنفي إمكانية النصح لشباب مثل هؤلاء، ولكن في لحظة مثل هذه لا يمكن لأي واحد أن يتجرأ أمام من يحترم، ليحدّث أناسا لا يعرفهم وبشأن فيديو إباحي..
الشارع هذه الأيام يجعلنا نفكر ألف مرة قبل مرافقة من نحترمهم.. فالمعاكسات الكلامية والفعلية في حق البنات، والفتيات الكاسيات العاريات، المائلات المميلات.. ومختلف المظاهر الخادشة للحياء باتت مصدر قلق وإزعاج للجميع.. ورغم هذا لا أحد يتحدث عنها، ولا أحد يحتجّ.. وكأن كل شيء على ما يرام؟؟
بقلم / معمر عيساني

تعليقات

الأكثر قراءة