لست أنا..!



خارج الأنا...

أنظر إلى ذاتي..

يا ترى من أنا؟

قديما عشت في مدن الهوى

أنهل تعاويذ الجوى،

وذات عشق..

صرت من غير أنا..!

تفاصيل الحرف بداخلي

تسرح كلما هجرت خاطري..

تلمس أفق الأسى..

وتشتاق لي أنا...

امرأة.. تجتاز مأساتي

تخطف كل ارتجال كلماتي

وتذهب بعيدا عني..

تتركني غارقا في صمتي أنا..

لها من نفس الأمس لهب

أحرَق عواطفي كلما حركتُها..

أسمَعَنِي عذابا من الذكريات..

لست أفهمها..

أهي ذكرياتي أنا..؟

منحتُ الغد شتاتي..

وجمعت للأوراق شكاتي..

ورحت أبحث بين أسطرها..

هل من موضع ألقى به أنا..؟

هَدْرٌ من غير معنى..

ولَغْوٌ انهار من مبنى،

ولحن ملّ ما غنّى

وحبر جفّ بعد أن حَنّ

هل كنتَ شاعرا؟

لا..

بل كنتَ أنا...

يا شاحب الأفكار أسدل الحجبَ

وافهم حاجة ليس ينفعها ما كُتِبَ!

وارحل بعيدا في المدى..

كفاك أنني سمعت الصدى..

واجعل لدربك وَهْمًا..

فإنني لست أنا..!


بقلم / معمر عيساني

ـ فيفري 2010م ـ

تعليقات

  1. أحمد7/2/10

    لن أذيع سرا إن قلت بأنني لأول مرة أقرأ شعرك دون أن أحس بأنني قريب من معناه ، فهذه

    المرة ودون النظر إلى تقاسيم وجهك التي كانت تلقي قبل أن تلقي شارحة معناه ، كان لزاما

    علي قراءة هذه المقطوعة مرات عدة ، فهي أشبه بالطلاسم التي لا يعرف معناها إلا كاتبها

    ولكنني حاولت جاهدا فك تعاويذها ، وبداية مع العنوان حيث ألمح فيه هروبا من الجفاء الذاتي

    وبعدها نجد مزيجا من الأحداث الماضية والآنية كالحديث عن نفسك وعن عودة الإلهام

    ما أثارني قولك " حبر جف بعد أن حن " ليس حين تصف عودتك للكتابة فحسب بل في

    المعنى وكأن الكتابة عندك هي التوقف عنها ، ويتأكد كلامي بالعودة إلى بداية القصيدة حين

    تقول " تسرح كلما هجرت خاطري " ، وما أعجبني أيضا " أسمعني عذابا من الذكريات "

    " تلمس أفق الأسى " ، وأيضا ما لفت انتباهي هو سيرك على إيقاع واحد وقوة واحدة من أول

    القصيدة إلى ختامها ـ على غير العادة ـ ولكن ما أعيبه فيها هو ارتباط موضوعها بالعودة

    إلى الكتابة فهو موضوع ظرفي " معقم " ـ إن صح التعبيرـ وأخيرا أقول لك لقد أجدت.

    ردحذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة